الدوحة /قنا/ أكدت سعادة الدكتور حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة، أن دولة قطر تشهد حالة استقرار في تفشي فيروس كورونا /كوفيد - 19/ منذ عدة أسابيع، ولم تواجه موجة ثانية للفيروس .ولفتت إلى أن هناك عدد قليل من حالات تفشي الفيروس المرتبطة في الغالب بالعائلة أو التجمعات الاجتماعية أو أماكن الإقامة المشتركة، ويتم السيطرة على ذلك من خلال المراقبة الفعالة وتتبع الحالات، ونبهت إلى أن ذلك لا يعني "أننا في أمان تام من خطر الموجة الثانية".ونوهت سعادتها، في كلمة افتتحت بها مؤتمر قطر للصحة 2021 الذي أقيم "عن بعد"، أن الاستجابة الوطنية لدولة قطر لجائحة كورونا /كوفيد - 19/ اتسمت منذ البداية بالتنسيق والتخطيط الممتاز بين السلطات الحكومية مع الالتزام بالتوقيت وتكامل الجهود.

وقالت: "استندت استراتيجيتنا المنعكسة على خطة عمل الاستجابة الوطنية على اتباع كل ما هو فعّال ومؤكد، والعمل على توفير أساس عال من الكفاءة لتوفير خدمات المجتمع والمستشفيات بشكل أسرع.. لقد اتبعنا هذه الخطة من خلال تعزيز جهود جمع المعلومات والبيانات الصحية وصقل استراتيجياتنا بصورة مستمرة، حيث أننا اعتمدنا على العلم والأدلة والتوازن الدقيق بين الاحتياجات الصحية والمهنية" .وتحدثت سعادة وزير الصحة العامة في كلمتها عن دور القطاع الصحي وعمله مع الشركاء الآخرين في الجهات الحكومية لوضع استراتيجية شاملة لحماية سكان دولة قطر من خطر فيروس /كوفيد - 19/ بتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ومعالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.

وأشارت إلى أنه ومنذ المراحل الأولى من هذه الجائحة، تم العمل على توسعة سريعة لتوفير أسرّة للحالات الحادة وحالات وحدات العناية المركزة، لإدراك الجهات المختصة بأن 14 بالمئة من المرضى سيحتاجون إلى دخول المستشفى و 5 بالمئة منهم قد يحتاجون إلى عناية مشددة في وحدات العناية المركزة، كما تم افتتاح مرفق صحي خاص بالعزل الطبي في وقت قياسي، مع توفير أسرّة للحالات الحادة، وأسرّة لوحدات العناية المركزة، وتحويل مستشفى عام إلى مستشفى خاص بحالات وحدات العناية المركزة، وتوفير أجهزة تنفس آمنة ومناسبة، ومعدات واقية، وفحوصات مخبرية، وإعادة توزيع مئات العاملين من الطاقم الطبي والمتطوعين، مع إنشاء خاصية التتبع والتعقب .

 

ونوهت سعادتها بأن التوصل لهذه النتائج "يعود الفضل فيه إلى موهبة والتزام كوادرنا الرائعة من أطباء وممرضين وجميع العاملين في قطاع الرعاية الصحية بأكمله في دولة قطر، ما يمثل دليلاً على الجودة العالية لنظام الرعاية الصحية في الدولة".

 

وتابعت: "يمثل هيكل نظامنا الصحي القائم على توفير تغطية صحية شاملة أحد العوامل الرئيسية لنجاح تنفيذ جميع هذه التدابير"، لافتة إلى أن الحكومة قامت بتغطية جميع تكاليف علاج المرضى والتكاليف المتعلقة بالرعاية الصحية بغض النظر عن جنسياتهم وظروفهم الاجتماعية، وهو ما أتاح توفير إدارة فعالة ودقيقة لعملية تقديم الرعاية وتوفير رعاية عالية الجودة لجميعهم.وشددت على أن الاستمرار في توفير العلاج والرعاية للمرضى المصابين بأمراض مزمنة ، قد مثل أحد أبرز التحديات التي "واجهناها أثناء الجائحة" .وقالت إنه للتغلب على هذا التحدي تمت الاستفادة من تقنيات الاتصالات الرقمية لإتاحة تقديم الاستشارات الطبية عن بُعد وخدمات الرعاية المنزلية وتوصيل الأدوية للمنازل بصورة فعالة وسريعة .

 

وأوضحت سعادة الدكتورة حنان الكواري وزيرة الصحة العامة أن الجهود الجبارة التي بذلت لمواجهة جائحة فيروس كورونا /كوفيد - 19/ لم تكن لتتم دون دعم ومساندة المجتمع القطري.

 

وقالت : " لم نكن لننجح في السيطرة على الجائحة دون مساعدة ودعم السكان في دولة قطر، والذين التزموا بالتدابير الاحترازية المتعلقة بارتداء الكمامات وغسل اليدين والحدّ من التجمعات، وبالتالي فإننا لم نصل أبداً لمرحلة الإغلاق الكامل".وأشارت سعادتها، في كلمتها عبر المنصّة الافتراضية التي تمّ إعدادها لهذه الغاية، إلى أن مؤتمر قطر للصحة 2021 يعدّ فرصة لتوحيد الجهود في التجهيز للعام الجديد والمليء بالتحديات والاستفادة من دروس العام الماضي والتأكّد من جاهزية النظام الصحي لمواجهة التحديات المتوقّعة في قادم الأيام.وقالت: "واجهت دولة قطر جائحة تفشي فيروس كورونا /كوفيد - 19/ الصعبة عند وصولها إلى مرحلة الذروة في شهر مايو 2020.

 

وعلى الرغم من العدد الكبير للحالات المصابة بالفيروس، لم يكن نظامنا الصحي بما في ذلك المستشفيات ووحدات العناية المركزة مثقلاً بعدد الحالات، حيث أن عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس حافظ على انخفاضه بمعدل 0.14 بالمئة، وهو يُعد من أدنى المعدلات عالمياً".

 

وأضافت سعادتها: "أخذت حكومتنا في الاعتبار منذ بداية الجائحة تحذيرات منظمة الصحة العالمية بجدية وكذلك تجربة البلدان الأخرى مثل الصين، وإيطاليا اللتين تضررتا بشكل كبير من هذا الفيروس في البداية، كما أننا اتبعنا مفهوم /نافذة الفرصة/ الذي ذكرته منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة والذي أكد عليه الدكتور مايكل رايان، المتحدث الرئيسي في مؤتمر قطر للصحة 2021 بشكل متكرر".

 

وأشارت إلى وجود تحديات أخرى في عام 2021 وما بعده تتطلب القدر نفسه من التركيز والابتكار والتفاني في العمل، وقالت "كان نهجنا طوال عام 2020 مدعوماً بثلاثة عناصر مهمة، وهي التخطيط والالتزام والمرونة.. وبينما نتطلع لعام 2021 فإننا سنكون بحاجة للقدر نفسه من التخطيط والالتزام والمرونة التي أظهرناها خلال العام الماضي، وسينصب تركيزنا فيما يتعلق بجائحة /كوفيد - 19/ خلال العام الجديد على تنفيذ استراتيجيتنا الشاملة للتطعيم بلقاح /كوفيد - 19/ ومواصلة دعم حملة التطعيم العالمية من خلال دعمنا لمنظمة الصحة العالمية".

ومضت إلى القول "إن جائحة /كوفيد - 19/ ساهمت بالفعل في تغيير حياتنا وشكلت تحدياً كبيراً فيما يتعلق بتنظيم وإدارة التجمعات الجماهيرية"، مشيرةً إلى أن دولة قطر قد استفادت في استجابتها للجائحة من المعرفة والخبرات التي تقوم الدول والمنظمات الدولية بمشاركتها، كما ساهمت في الوقت نفسه في تعزيز الخبرات العالمية في هذا المجال من خلال عدد من التقارير والدراسات البحثية، والتي سيتناول العديد منها المؤتمر .

 

وقالت سعادتها "لقد ساهمت تجاربنا والخبرات التي اكتسبناها من خلال استضافة العديد من الأحداث الرياضية والفعاليات الجماهيرية الأخرى في عام 2020 أثناء الجائحة في تعزيز قدرتنا على استضافة العديد من الفعاليات بشكل آمن في عام 2021 والتي ستكون بمثابة مقدمة للحدث الأبرز وهو استضافة دولة قطر لكأس العالم لكرة القدم في عام 2022 .

 

وأوضحت في هذا الصدد أن دولة قطر أصبحت، بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين، في وضع رائع يتيح لها وضع معايير جديدة للاستضافة الآمنة والصحية للفعاليات والتجمعات الجماهيرية، داعية جميع المشاركين في المؤتمر للاستفادة منه منه ومشاركة وتطبيق ما ستتعلمونه خلال الأيام القليلة المقبلة.يذكر أن هذا المؤتمر جاء نتيجة للجهود المشتركة لكل من وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية في إطار استعدادات الدولة لاستضافة فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2022 ومشاركة 5000 من كوادر الرعاية الصحية.

 

وركز المؤتمر على موضوعين رئيسيين هما، أفضل الممارسات في طب الكوارث، ونظم الإصابات والحوادث في التجمعات الجماهيرية الكبرى.وقد استضاف المؤتمر الدكتور مايكل رايان، مدير برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية وأحد أبرز الخبراء العالميين فيما يتعلق بجائحة /كوفيد - 19/ كمتحدث رئيسي فيه .جدير بالذكر أن برنامج مؤتمر قطر للصحة 2021 قد تضمن على مدار ثلاثة أيام، العديد من الجلسات العلمية التفاعلية بالإضافة إلى معرض افتراضي .

 

كما تضمنت فعاليات المؤتمر معرضاً افتراضياً فريداً من نوعه أتاح للمشاركين زيارة منصات افتراضية لشركائه ورعاته ، فضلا عن ثلاث منصات مشتركة لوزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية ركزت على عرض تجربة قطاع الرعاية الصحية فيما يتعلق بالاستجابة لجائحة /كوفيد - 19/، والابتكارات في الرعاية الصحية في مختلف أنحاء القطاع الصحي، واستعدادات قطاع الرعاية الصحية لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي تستضيفها دولة قطر.