+ A
A -
عار عليها دول المقاطعة والحصار.. ذلك ما سيكتبه التاريخ في كتابه، وهو ينظر باشمئزاز تام، إلى أقوال وأفعال تلك الدول.. وليس هنالك، ما هو أكثر عارا- وبالتالي أكثر إثارة للاشمئزاز- من الأكاذيب والافتراءات والانتهاكات الصارخة والحصار. اتهام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والإعلام السعودي لقطر بتدويل قضية الحرمين الشريفين، افتراء وكذبة.. وهو اتهام يجيء في إطار مسلسل الافتراءات البائسة والكذب المفضوح.. وفى يقيننا أن الجبير ما أطلق كذبته المفضوحة، إلا محاولة منه في التغطية، على انتهاك السعودية لحق المواطنين القطريين والمقيمين- معا- في أداء مناسك الحج، بجملة من العراقيل، والإجراءات غير القانونية واللاأخلاقية، والتهديدات المبطنة، والتي تتكشف في تنصلها عن الإجراءات المتعلقة بسلامتهم.
لقد وضح جلياً - والجبير يلقي بالاتهام- أنه لا يدرك إطلاقاً «الفرق الكبير بين تدويل قضية حقوق الإنسان بسبب الحصار الجائر وتدويل قضية الحرمين الشريفين» كما قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وهي تنفي بالفم المليان الحديث عن تدويل قضية الحرمين في جميع بياناتها المبينة لجملة الانتهاكات للحقوق إلى الجهات المعنية بحقوق الإنسان في العالم، ومن بين هذه الانتهاكات انتهاك الحق في حرية العبادة، وهذا ما تضمنه خطابها الأخير إلى المقرر الأممي الخاص بحرية الدين والمعتقد.
قطر لم تسيس قضية الحج.. لكن للأسف السعودية هي التي سيستها، كما قال بذلك وزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لقناة الجزيرة.
إن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، إذ تلحق الآن خطابها إلى المقرر الأممي الخاص بخطابات مماثلة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، إنما تمضي في ذات اتجاه فضح انتهاكات الحق في ممارسة الشعائر الدينية، وليس تدويل إدارة شعائر الحج.
إننا نشيد، هنا في الوطن، بالتحرك الفاعل والمثابر للجنة الوطنية لحقوق الإنسان منذ بداية الأزمة، لكشف كافة انتهاكات دول الحصار للحقوق.. وهي الانتهاكات التي طالت- للأسف- الحق في حرية ممارسة الشعائر الدينية.
copy short url   نسخ
01/08/2017
764