+ A
A -
القوات التي كان يقودها ويوجهها الجنرال الإيراني قاسم سليماني لهدم وتدمير ومحو مدينة الموصل حاضرة أهل السنة في العراق بكل ما فيها من قيم التاريخ والحضارة الإسلامية والإنسانية تلك القوات التي كانت تضم الميليشيات الشيعية العراقية التي جاءت بأحقادها وأمراضها والتي ارتكبت جرائم حرب ضد أهل السنة في العراق لا تقل بشاعة، بل تزيد عما قام به تنظيم داعش، هذه القوات قامت بمعركتها وجرائمها بدعم وترتيب من قوات أميركية كانت تقوم بالتوجيه وتقديم الدعم الاستخباراتي والعسكري.. هذا ما تم الإعلان عنه رسمياً من الأميركان، فقد كشف الجيش الأميركي في تقرير نشر في 2 يوليو الماضي أن دوره يتمركز على تفادي حوادث إطلاق النار الصديقة بين القوات العراقية، علاوة على دعمه المدفعي والجوي في المعركة.
وتشير التقارير إلى أن المعركة التي استمرت حوالي «10» أشهر استخدم فيها الإيرانيون والميليشيات الشيعية وجيش النظام الطائفي كل وسائل القوة من أجل القضاء على بضع مئات من مقاتلي داعش في المدينة اتخذوا سبباً لتدميرها، حيث كان الهدف هو تدمير المدينة وتحويلها إلى أطلال وإخراج أهلها منها من أجل إعادة تشكيل المنطقة، وبالتالي لابد أن نحاول فهم ما قام به الأميركان ليس في معركة الموصل وحدها، وإنما في تسليم العراق من البداية لأيران، فالخطوة الأولى التي قام بها بول بريمر بعد احتلال العراق وحل الجيش العراقي هو التقسيم الطائفي لكل شيء في العراق وإعلاء يد الشيعة على السنة، وقامت السياسة الأميركية في العراق بعد ذلك على تمكين الشيعة ودعمهم وتمثل الدعم الأكبر لنظام نوري المالكي الذي عرف بأن ولاءه لإيران أساسي ومن ثم فإن الدعم الأميركي للنظام الذي أقامته الولايات المتحدة في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين هو دعم مباشر لأيران ونفوذها.
وهذا الدعم لعب دوراً كبيراً في تمدد إيران في نفوذها بعد العراق إلى سوريا، حيث تتواجد القوات الإيرانية في سوريا بالقرب من قواعد عسكرية أقامتها الولايات المتحدة في سوريا تماماً مثل القواعد الأميركية التي تعتمد على مفرزات استخباراتية وقوات خاصة في أماكن متفرقة في العراق تعمل بترتيب مباشر مع القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية من ثم فإننا نستطيع أن نفهم ببساطة أن الدعم الأميركي للنظام الإيراني الذي بدأ في العام 1979، حينما تخلت الولايات المتحدة عن نظام الشاه الذي كان شرطيها في المنطقة وسمحت لآية الله الخميني أن يعود من فرنسا وأن يقيم نظام الولي الفقيه في إيران، ولم يعد خافياً حجم التعاون الأميركي الإيراني سواء في الحرب ضد نظام طالبان أو غير ذلك من الترتيبات التي جرت في إيران.
لذلك فإن الدور الأميركي في معركة الموصل هو استكمال لتلك المسيرة من العلاقات القائمة بين إيران والولايات المتحدة والتي لا تبتعد كثيراً عن الدفع بكل المخاطر التي يمكن أن تهدد إسرائيل وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الولايات المتحدة قريبة وشريكة في كل تفاصيل ما يجري في سوريا والعراق اللتين كانتا يوما ما خطراً داهماً على إسرائيل.
بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
16/07/2017
4856