+ A
A -
كرم الحليوي

تحت رعاية وبحضور سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، أقيمت أمس فعاليات النسخة الخامسة من الملتقى السنوي للمؤلفين الذي تنظمه وزارة الثقافة، ممثلة بالملتقى القطري للمؤلفين، تحت عنوان «بالفكر نزدهر»، وذلك في فندق شيراتون الدوحة.شارك في الملتقى أدباء وكتّاب وأكاديميون بهدف تبادل الخبرات في مجال التأليف والكتابة والنشر، وتشجيع الأجيال المُهتمة من خلال خلق بيئة مُشتركة ما بين المؤلفين والكتاب.وقد بدأت الفعاليات باستعراض فيديو حول الملتقى القطري للمؤلفين منذ فكرته التي بدأت عام 2016 ثم صدور القرار الوزاري رقم 91 لسنة 2019 باعتماد العقد الأساسي للملتقى وتحديد أهدافه، وصولا إلى أهم الإنجازات التي حققها الملتقى حتى الآن وخاصة في ظل جائحة كورونا كوفيد - 19 التي واصل فيها الملتقى أعماله عن بعد وكانت أكثر وأهم المبادرات والمسابقات التي يقدمها الملتقى باستمرار «نحتفي بإنجازاتكم».تجدر الإشارة إلى أن الملتقى السنوي للمؤلفين في نسخته الخامسة، وضع استراتيجية للاهتمام بالمؤلفين في دولة قطر، وذلك للإسهام في النهضة الفكرية وتنشيط الحركة الثقافية من خلال أحداث نقلة نوعية تبدأ من اكتشاف الموهوبين عن طريق الجهات المختصة. وفي نهاية جلسات الملتقى السنوي للمؤلفين خرج المشاركون بعدة توصيات وهي ضرورة رصد الأفكار والمقترحات لتشجيع المؤلفين على المشاركة في الحراك الثقافي من خلال الجهات والمؤسسات، لا سيما منظمات المجتمع المدني لخلق مجتمع فعال، وذلك في ظل وجود العديد من المؤسسات الثقافية في الدولة، داعين إلى أهمية التوعية بحقوق المؤلف وسبل حمايتها، وكذلك والحقوق المجاورة والدعوة لمزيد من المبادرات المتنوعة في مجالات الكتابة والتأليف، فضلا عن تخصيص بعض الأيام لفعاليات الجاليات لتداول كتبهم وإعطائهم فرصة أكبر لاستعراض ثقافتهم، مؤكدين على أن الملتقى لجميع من يعيش على أرض دولة قطر. وأكد المشاركون على أهمية الاستفادة من الدراسات العلمية التي تظهر مؤشرات القراءة في دولة قطر لتعزيز القراءة في المجتمع بالتعاون مع المدارس والجامعات، مع أهمية الاستعانة بالتقنيات الحديثة في هذا المجال وتفعيل دور المكتبات الخاصة في التسويق، مع تعزيز تواجد الكتاب في مختلف الأماكن بما فيها الفنادق والمقاهي لتكون جزءا من الثقافة العامة في الدولة، وطرح مزيد من الجوائز لتعزيز الإبداع والانتاج الأدبي، وتوظيف طاقات الشباب والعمل على دعم المواهب الشبابية عبر مزيد من المبادرات، وإبراز جهودهم وإبداعهم والارتقاء بمستوى إبداعهم.رصد المقترحات والأفكارمن جانبها قالت السيدة مريم ياسين الحمادي، مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة: بدأنا رصد المقترحات والأفكار خاصة أن هناك تشجيعا على المشاركة في الحراك الثقافي من جانب الجهات والمؤسسات وبالذات منظمات المجتمع المدني بهدف خلق مجتمع مدني فاعل، خاصة أنها مؤسسات باتت مؤسسات فاعلة اليوم.وأوضحت الحمادي أن الملتقى هو لجميع من يعيش على أرض دولة قطر ولكن هناك مقترحات بتخصيص بعض أيام للجاليات، مؤكدة أن هناك حرصا على سماع جميع المقترحات والأفكار من جانب المشاركين.وقالت إن الملتقى القطري للمؤلفين يرعى المباردات التي تطرح من جانب الكتاب ولكن لديه بعض الجلسات المستمرة مثل جلسة «كاتب وكتاب» والجلسات النقدية والبرامج المخصصة لاكتشاف ورعاية المواهب، موضحة أن التنفيذ يعتمد على أفكار وإبداعات الكتاب وهذا بدوره يخلق حراكا ثقافيا أكثر.وأشارت إلى أن الملتقى يضع الموارد التي وفرتها وزارة الثقافة له لخدمة المؤلفين بتوفير كل الأدوات التي تخدم الكاتب، ومن ناحية أخرى هناك تركيز أكبر على اكتشاف ورعاية المواهب، حيث يعتمد الملتقى على الشراكات، مؤكدة أن الحركة الثقافية في الملتقى لم تتأثر بالجائحة لأنها تعتمد على جهود الموجودين في الملتقى وهم الأعضاء، وذلك لأن عطاءهم متواصل ونحن ندعوهم لطرح المزيد من المباردات والمشاركة فيها.وكانت قد انطلقت أعمال الملتقى بجلسة «الملتقى القطري للمؤلفين من التأسيس إلى التنفيذ»، والتي استعرضت قرار وزير الثقافة والرياضة رقم (91) لسنة 2018 بتأسيس الملتقى القطري للمؤلفين واعتماد عقد تأسيسه ونظامه الأساسي، وصولًا إلى أهم الإنجازات التي حققها الملتقى حتى الآن، مع تسليط الضوء على مقدمه الملتقى خلال جائحة كوفيد 19، من خلال البرامج والمبادرات التي أقيمت «عن بعد»، حيث تحدث د. محمد حسين العنزي المستشار والمحاضر المُعتمد عن تأثير المؤلف في المجتمع والفرد، وقدرته على تقديم حلول للمشكلات التي تواجه المجتمع. فيما أكد السيد ناجي عبد ربه العجي مدير إدارة الجمعيات والمؤسسات الخاصة بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، على أهمية منظمات المجتمع المدني باعتبارها مكملة للقطاع الحكومي. مشيرًا إلى القانون رقم 21 لسنة 2020 بشأن الجمعيات والمؤسسات الخاصة، والذي تضمن أحكاماً ونصوص ومواد قانونية تهدف إلى تطوير وتنظيم عمل الجمعيات والمؤسسات الخاصة. إلى ذلك تحدثت الدكتورة بثينة الأنصاري مديرة برامج المرأة في الملتقى، عن توفير حق الثقافة للجميع وتمكين المرأة في القطاع الثقافي بما يتناسب مع هويتنا الدينية والوطنية. مؤكدة على أهمية تواجد منصات ثقافية تستطيع من خلالها المرأة نشر قيم وعادات المجتمع. معربة عن آملها من اتاحة الفرصة للمرأة لتولي المناصب في الصحف المحلية. من جانبه تناول الباحث القانوني عبدالله المري عن الإطار القانوني والتشريعي لتأسيس ونشاط الملتقى. كما استعرض الكاتب حمد التميمي مدير البرامج الشبابية في الملتقى القطري للمؤلفين، المشاريع الاستراتيجية للملتقى، ومن أبرزها مشروع اكتشاف ورعاية المواهب. كما تحدث في الجلسة الدكتور أحمد الجنابي المشرف على مبادرة «مرقاة قطر» واستعرض جهود الملتقى في تعزيز اللغة العربية. بدورها تحدثت الكاتبة والفنانة لينا العالي عن دور أدب الطفل في تعزيز الإبداع وزرع القيم، مؤكدة على أهمية العناية بالطفل في القضايا المتعلقة بالهوية الوطنية، حيث إن الطفل هو الركيزة الأساسية في بناء المجتمع. مشددة على ضرورة إثراء الساحة بالأعمال التي تخص الطفل، وتشجيع ونشر ثقافة القراءة، ورفد المكتبة القطرية بمحتوى تراثي أدبي رصين.أما الدكتور أحمد الجنابي فسلط الضوء على مبادرة «مرقاة قطر»، والتي قدمت 32 جلسة منها 7 جلسات «عن بعد»، والتي كان الهدف منها نقل المؤلف من مهارة الكتابة إلى مهارة الكلام من خلال خطاب معاصر ولكنه في نفس الوقت مستمد من تراثنا الثقافي، مؤكدًا على أن «مرقاة قطر» هي المبادرة الأولى من نوعها على المستوى العربي، والتي وفرت منصة للجمهور من أجل تنمية مهاراتهم في مجال الخطابة.تعزيز حركة الترجمةوفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان «الملتقى القطري الواقع والمأمول.. نظرة استشرافية»، سلط المشاركون الضوء على جهود الملتقى في تعزيز حركة الترجمة، وسبل دعم حركة التأليف والنشر، لمواجهة التحديات التي تهدف لهدم قيمنا الدينية والأخلاقية.استعرضت الكاتبة الباحثة سميرة عبيد دور الترجمة في تعزيز التواصل الحضاري، وذلك من خلال تسليط الضوء على جهود إدارة الترجمة بوزارة الثقافة، مشيرة إلى أنها لعبت دورًا مهمًا في إذكاء حركة الترجمة في المنطقة العربية من خلال الإصدارات والفعاليات التي قدمتها وأشرفت عليها، حيث يتجاوز عدد الكتب التي تمت ترجمتها من قبل هذه الإدارة 100 عنوان ما بين كتب مترجمة من اللغة العربية إلى اللغات المختلفة (في كل ما يهم الثقافة القطرية والمؤلف القطري)، كما تمت ترجمة كل ما هو متميز من الثقافات الأخرى إلى اللغة العربية ويسهم في إثراء المكتبة القطرية والعربية. وتحدت الدكتور عبدالرحيم الهور عن التحول الرقمي، ودوره في نشر الثقافة، مؤكدًا على ضرورة التحرك على المستويين الدولي الاقليمي والمحلي للسيطرة والرقابة على المحتوى الاعلامي العالمي بما لا يتنافى مع حرية الاعلام. اما الإعلامية خولة مرتضوي، فتحدثت عن تعزيز الهوية الوطنية والعربية والاسلامية في مواجهة التغريب، مشددة على أهمية تعزيز جهود المؤسسات لتعزيز الهوية أمام الهجمات المنظمة التي تهدف لضرب كل ما هو موروث حقيقي اسلامي. فيما أشارت الدكتورة عائشة جاسم الكواري مؤسس ومدير دار روزا للنشر والتوزيع إلى حرص الدار على دعم المؤلفين الشباب، وتبني إصدار الكتب الرصينة في مختلف مجالات المعرفة، موضحة أن الدار أصدرت منذ إنشائها في عام 2017، وحتى يومنا هذا 82 مؤلفًا قطرياً، مؤكدة في هذا الصدد على الدور المنوط به الناشرون لفتح الأبواب لجميع الأقلام المبدعة، لتكوين إرث ثقافي يمثل المجتمع. وأكدت على أهمية وجود هذا الملتقى واستمراريته لكي يحقق كل أحلام ورؤى المؤلفين، وهو ما يثري الثقافة.أما السيد رياض أحمد ياسين، مدير ملتقى الناشرين والموزّعين القطريين، فتحدث عن مقترح أطلقه الملتقى، يهدف إلى إعداد استراتيجية ورؤية بدعم من وزارة الثقافة، وتندرج تحت مظلتها كافة دور النشر في قطر، وذلك لوضع حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه حركة التأليف والنشر.

copy short url   نسخ
26/06/2022
30