+ A
A -
طارق وليد النجاركاتب عربي

استخدمت أوروبا مصطلح «الأرض الموعودة»، وهو مصطلح ديني، في تهنئتها لـ«الكيان الإسرائيلي» في ذكرى قيامه الخامسة والسبعين وتشريد شعب عن أرضه، وذلك على لسان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في ذكرى ما يسمى استقلال «إسرائيل»، أعقب هذه التهنئة انعقاد الحكومة «الإسرائيلية» في نفق أسفل المسجد الأقصى، بالإضافة إلى جملة من الاستفزازات «الإسرائيلية» في القدس الشريف، ففي مصلحة مَنْ يصب استحضار العامل الديني في الصراع؟

لا يعتبر مشروع «إسرائيل» في المنطقة مشروعا دينيا بالدرجة الأولى، ولكن الأبعاد الدينية للصهيونية جاءت متقاطعة مع الأهداف الغربية المتمثلة في حل المشكلة اليهودية في أوروبا، وإيجاد قاعدة متقدمة للعالم الغربي المستعمر في العالم العربي، فـ«إسرائيل» استحضرت البعد الديني للصراع بهدف جعل الحل صعب المنال؛ فستصبح مناقشة «إسرائيل» بأي حل أو إجراء على الأرض مناقشة تتعلق بالعقائد، فالاستيطان في الضفة يعتمد على نصوص دينية لا يمكن التلاعب بها، وهذا الاستيطان جعل من حل الدولتين التي يتمسك به العالم الغربي حلا لا يمكن تطبيقه، وبات النداء به أوروبيا لذر الرماد في العيون، واكتفت أوروبا بدور «المستثمر في عملية السلام» لتغطية فشلها في ممارسة أي دور سياسي في الصراع.

تُعتبر الحالة التي وصلت لها «إسرائيل» بالاستخفاف بمشاعر ربع سكان الأرض، حالة متقدمة جدا من الاستعلاء والتكبر، وعادة الكِبر والاستعلاء يدفع بالقادة وحتى الأذكياء منهم لارتكاب ممارسات غير عقلانية؛ ألا ترى «إسرائيل» أن ما عجز عنه قادتها المؤسسون الأقوياء؛ بكل تأكيد سيعجز عنه أقوى قادتها الحاليين؟ ألا يقرأ قادة «إسرائيل» أن من سمات العرب والمسلمين أنهم وإنْ طال نومهم فإنهم يستيقظون فجأة ويقلبون الحسابات سريعا؟ ألا ترى «إسرائيل» بعد كل بطشها، كيف خرجت لها جيوش على حدودها الجنوبية والشمالية، تمثل طليعة مهمة لمشروع التحرير والعودة؛ ينتظرون نصرة العرب المسلمين لها؟

copy short url   نسخ
25/05/2023
5