نصر يتبعه نصر، تحققه الدولة المحاصرة، ونصر يتلوه نصر ترفع رايته دولة قطر، وفي مختلف المحافل، لتضيف إلى رصيدها احتراماً وتقديراً عالميين، الثبات على المبدأ وتقديم الحقائق مدعومة بالوثائق أذهل العالم، قطر تحقق نصراً في الأخلاق، وبه يعلو شأن الأمم اخلاق في التعامل مع أبناء دول الحصار، وأخلاق في التعامل الاقتصادي، وأخلاق في التعامل السياسي، بالأمس كان نصرا مؤزرا تحققه قطر وهي تتلقى ردا على ردها، وهو رد، كما قالوا- ليحفظ ماء وجه- من صاغوا مطالب الحصار الذي فشل وعلى مدى شهر أن يفت في عضد المواطن والمقيم من خلال غلق الحدود والأجواء.
الثقة بالنفس، وصدق وصراحة الطرح، التي قدم بها سعادة وزير الخارجية اخلاق قطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية جعلت كل العالم تقول قطر على حق، فما قدمته وتقدمه شيء رائع.
نعم سعادة الوزير ان نهج سمو الأمير هو معالجة الأسباب التي تدفع الشباب إلى العنف والإرهاب لهذا وكما أعلنت سعادتكم ونحن شهود على توفير قطر 300 ألف وظيفة لشباب عاطلين عن العمل في شمال إفريقيا وتوفير تعليم لسبعة ملايين طفل محرومين في مختلف العالم.
في نصر آخر تحققه قطر على صعيد الطاقة وإنتاج الغاز المسال، خصوصاً في هذا التوقيت الحرج من الأزمة التي افتعلتها بعض الدول الخليجية والعربية معها، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن أكبر ثلاث شركات للغاز في الغرب، إكسون موبيل وشل وتوتال تسعى لمشاركة قطر في توسعها الضخم الذي تنوي القيام به في رفع قدرتها على إنتاج 100 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 30 %، مانحة الدوحة دعماً غير مسبوق في صراعها المرير مع دول محور الحصار.
هذا النصر جاء الإعلان عنه قبل ساعتين من عقد دول محور الشر اجتماعهم الذي كانوا أعدوا مديهم لذبح قطر وكانوا يتنافخون شرفا للإعلان عن ذبح قطر فجاء الرد من واشنطن ومن هاتف الطائرة الرئاسية «كفى تهريجا، عليكم بالحوار» منظر الوزراء الأربعة كان مشفقا وقد تلعثمت ألسنتهم وتعثرت خطاهم، فيما رئيس الدبلوماسية القطرية يتحدث بثقة واقتدار في معهد بريطاني راق عن نهج قطر وأخلاق قطر ومبادئ قطر وأن لا حل الا بالحوار حول كل القضايا وهو يعلم أن ما لدى قطر من قوة في موقفها سوف يفند كل الادعاءات والافتراءات والأكاذيب التي حاول إعلام الشر ترويجها وتسويقها منذ الخامس من يونيو الماضي، وغزة تعلن بقوة في وجه المجتمعين على لسان رئيسها إسماعيل هنية، انها لن تسمح بتمرير صفقة القرن التي خططت لها الدول الأربع وإسرائيل، انتكس المحاصرون، فقطر ليست عزبة إنما قوة بشعبها وأميرها وأصدقائها ومحبيها الذين قرروا الموت دونها.
بقلم : سمير البرغوثي