تقول الأرقام الرسمية إن أكثر من مليون لاجئ سوداني، اضطروا إلى أن يغادروا السودان بسبب الحرب القائمة، ربع مليون شخص منهم غادروا خارج بلادهم، والبقية داخل السودان ذاته.. هذا يعني أن السودان أمام موجة لجوء بسبب الحرب والاقتتال، وأعداد اللاجئين سوف تزداد، إما إلى مصر، أو إلى دول إفريقية ثانية، أو حتى داخل السودان، كما أن موجات اللجوء الداخلية ستؤدي على الأغلب إلى إعادة رسم الخريطة الاجتماعية، بسبب انتقال مئات الآلاف من مواقع إلى مواقع، بما يعنيه ذلك اجتماعياً واقتصادياً وقبلياً خلال الفترة المقبلة. أغلب الدول العربية أصبح بها مخيمات، وقريبا سنشهد إقامة مخيمات في السودان برعاية الأمم المتحدة، ومخيمات لأهل السودان في دول جوار السودان، بحيث ينضم هذا البلد إلى قائمة طويلة من البلدان العربية التي تحولت من دول إلى مخيمات، ليستحق العالم العربي جائزة المنطقة الأكثر إنتاجاً للمخيمات في هذه الدنيا، دون أن يتعلم أحد من هذه الدروس.
لا يمكن للحرب الدائرة في السودان، حيث تتداخل أطراف دولية في المشهد الداخلي، إلا أن تؤثر على كل تلك المنطقة، وقد ثبت لدى المختبرات السرية في العالم، أن القدرة على تدمير أي بلد، وتشظية بنيته أمر ليس صعبا، وسيناريو التقسيم ينتقل من بلد إلى بلد، والمخيمات تتكاثر مثل الفيروسات، في كل مكان، في دول تعد غنية الموارد وغير محرومة، لكن من أداروا أمورها سلموها للغرباء، وضحوا بها على مذابح أجنداتهم وصراعاتهم الدموية.
قصة السودان متعددة الأسباب، لكن المؤكد أن سقوط أكثر من ألف قتيل، وجرح الآلاف، وتشريد أكثر من مليون، سيؤدي إلى ثأر سياسي وعسكري وقبلي، وهذا يقول في المحصلة إن كل هذا البلد يذهب إلى مصير لا يعلم به إلا الله.
{ الغد الأردنية