+ A
A -
تحقيق- طاهر أبوزيد
أكد عدد من الأطباء المختصين في أمراض القلب والمخ والأعصاب والأنف والأذن والحنجرة عدم وجود تأثيرات مباشرة نتيجة استخدام المحمول، إلا أنهم أشاروا إلى العديد من الدراسات التي تتحدث حول تأثيرات غير مباشرة على المخ إلى جانب خطورة استخدامه لساعات طويلة على مرضى القلب وخاصة من يستخدمون بطاريات القلب من المرضى إلى جانب إثبات عدد من الدراسات تأثيره على الخصوبة لدى الرجال. وقدم الأطباء العديد من النصائح المتعلقة بتجنب التأثيرات المباشرة لاستخدام المحمول لساعات طويلة سواء باستخدام سماعات الأذن أو استخدام وسائل تخفيف الإشعاعات الصادرة منه لتجنب تأثيراتها على الجسم بشكل عام.
يقول الدكتور عبدالسلام القحطاني، استشاري ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بمؤسسة حمد الطبية، إنه يوجد تأثير مباشر من استخدام السماعات أو التليفون على الأذن وليس لها أي تأثير إلا في حالات استعمال سماعات الأذن بشدة وقوة الصوت التي تصدر عن السماعات، بحيث يصل مستوى الصوت إلى 70% أي بما يعادل 85 ديسيبل يؤدي ذلك مع استمرار استعمال السماعات لفترات طويلة إلى ضمور القناة السمعية بالأذن مما يؤثر على السمع.
وأشار الدكتور عبدالسلام إلى أن الإفراط في سماع الموجات الصوتية العالية الطاقة يعمل على قتل الخلايا في الأذن الداخلية، والإصابة بطنين الأذن ومشاكل السمع، خاصة أن مكبرات الصوت بسماعات الأذن تكون مباشرة في الأذنين مما يزيد من خطورتها، كما أن فلتر الصوت يكون أقرب للهياكل الحساسة في الأذن مما يزيد من الضرر، لافتاً إلى أن هناك علاقة مباشرة بين استخدام السماعات وفقدان السمع؛ حيث تعمل قوقعة الأذن على توصيل الصوت إلى المخ مباشرة، ويؤثر استخدام السماعات على قوقعة الأذن مما يعمل على تلفها وعدم القدرة على إرسال الإشارات الصوتية للمخ.
حذر رئيس قسم الانف والأذن والحنجرة من استخدام السماعات خلال ممارسة الرياضة؛ إذ يصبح الشخص معرضاً للخطر، بسبب تدفق الدم إلى العضلات والرئتين والقلب بعيداً عن الأذن، كما يؤدي إلى زيادة حساسية الأذنين والتعرض للإصابة بفقدان السمع.
وأشار إلى أن الأطفال والمراهقين هم أكثر الفئات عرضة للتضرر من استعمال سماعات الأذن وفقدان السمع؛ إذ أنهم يستخدمون السماعات لفترات طويلة مع الاستماع للموسيقى بصوت مرتفع، مما يعرض الأذنين لترددات مرتفعة تتسبب في تضرر الأذن وفقدان السمع، وتزيد هذه النسبة إلى 20% في الأطفال من سن 12 إلى 19 سنة، بالإضافة لزيادة هذه النسبة في الأولاد أكثر من البنات.
ونصح الدكتور عبدالسلام بعدم استخدام سماعات الأذن الخاصة بالغير، أو تبادلها بين الأصدقاء حيث إنها تنقل البكتيريا والعدوى من أذن لأخرى، لذا تعد السماعات من الأدوات الشخصية غير المستحب مشاركة الغير فيها، مؤكداً الاهتمام بتنظيف سماعات الأذن بانتظام للقضاء على الجراثيم والميكروبات التي لا ترى بالعين، ويمكن تطهير السماعات باستخدام فوطة قطنية صغيرة، ومسحها بالكحول أو الديتول لضمان نظافتها.
المخ والأعصاب
وأوضح الدكتور حسن الهيل، استشاري أول المخ والأعصاب بمؤسسة حمد الطبية، أن الدراسات والأبحاث الطبية المختلفة لم تخلص إلى نتائج مؤكدة حول وجود تأثير للأجهزة الإلكترونية على الجهاز العصبي، حتى الخبراء ممن حاولوا التأكد من علاقة الهواتف المحمولة بأورام المخ أكدت نتائج دراساتهم أن الأورام لم تختلف في السابق عن الوقت الحالي، ما يعني أن الجوال قد يكون لا علاقة له بهذا المرض.
وأضاف الدكتور الهيل: إن بعض الأعراض التي يشتكي منها الكثيرون لا تعدو كونها مخاوف لا علاقة لها بمرض عضوي، فهناك من يشتكي من رعشة في إحدى يديه التي اعتاد أن يمسك الهاتف المحمول بها، والأمر يرجع إلى وضع اليد؛ فالشخص يضغط على الأعصاب الموصلة للرقبة من خلال مسكه للمحمول لفترات طويلة، ما يتسبب في هذه الرعشة وربما بعض الخدر أو الآلام الخفيفة.
وتابع الدكتور حسن: إن استمرار الحديث بالموبايل لـ 10 دقائق يؤثر على المخ وتم دراسة ذلك بإجراء تخطيط على المخ أثناء مكالمة هاتفية واكتشف وجود تأثير على تخطيط الدماغ أثناء المكالمة التليفونية وهو ما يؤكد وجود تأثير على المخ نتيجة الدورة المغناطيسية التي تصدر من الموبايل وتؤثر على حركة الدورة الدموية، مشيراً إلى أن تأثيراته تمتد إلى الرقبة والكثيرون يستخدمونه بطريقة سيئة، بالإضافة إلى أنه يسبب تنميلاً في أطراف اليدين مع طول فترات المكالمات.
ونصح الدكتور الهيل الأشخاص الذين يرتبط عملهم بالهواتف طوال اليوم أن يقوموا باستخدام السماعات الموصلة بالهاتف، للتخفيف من الضغط على بعض الأعصاب، وهو إجراء فقط يحد من الآلام التي يعانيها هؤلاء جراء استخدام الهواتف لفترات طويلة تصل لساعات.
صحة القلب
عن تأثير وضع الهاتف الجوال في جيب القميص أغلب الوقت وهل ورود مكالمة أثناء وضع الهاتف في جيب القميص يهدد ذلك صحة القلب بفعل الذبذبات، قال الدكتور جهاد جابر، استشاري القلب والأوعية الدوية بمستشفى الوكرة،: إن المجالات الكهربائية والمغناطيسية التي تنتج عن الهاتف المحمول ليست قوية إلى الدرجة التي تؤثر على وظيفة القلب السليم وآلية عمله.
وأشار إلى أن هذه النتيجة التي توصل إليها الأطباء بعد سلسلة من الدراسات أفادت بأن القلب السليم لا يتأثر بتلك المجالات الصادرة عن أجهزة المحمول على اختلافها، لكن المشكلة تحدث إن كان الشخص يُعاني اختلالات في عمل عضلة القلب، كضربات غير منتظمة للقلب أو رجفان داخلي للعضلة أو أي مشكلة مماثلة.
وأضاف: إن اكثر الأشخاص تعرضاً للمشاكل الصحية نتيجة ذلك بعض مرضى القلب الذين تم تزويدهم بجهاز تنظيم ضربات القلب، أو ما يعرف ببطارية القلب، وهذه الفئة من الناس يجب أن يمنعوا تداخل أي مجال كهربائي أو مغناطيسي مهما كان ضئيلًا، ذلك لأن الجهاز يتأثر بهذه المجالات، ما يعني أن وضع الهاتف الجوال في الجيب أو على مسافة قريب للقلب أمرٌ خطير على الصحة لهؤلاء.
وأوضح الدكتور جهاد أن البعض من مؤيدي خطر وضع الجوال بجيب القميص يدعون أنه يؤدي بالنهاية إلى نوبة قلبية، لكن الحقيقة أنه لا علاقة بين طرفي الفرضية. حيث تحدث النوبة القلبية بفعل انسداد في أحد الشرايين التاجية، أو بفعل تصلب الشرايين أو تمزق الشريان التاجي في حالة تلف الجدار نتيجة جلطة.
وتابع الدكتور جهاد: لا حاجة من القلق حول تأثير الهاتف المحمول عند وضعه في جيب القميص، طالما أن الشخص يتمتع بصحة جيدة وتعمل عضلة القلب لديه بكفاءة عالية ولا يمتلك أجهزة تنظيم لعمل العضلة، فلا حاجة للتفكير بكل هذه التخوّفات لأن لا أساس لها من الصحة
ونوه إلى أن بعض الدراسات تتحدث عن حدوث تأثير على الخصوبة لدى الرجال من وضع الموبايل في الجيب نتيجة تأثيرها على الدائرة المغناطيسية التي تحرك الخلايا بالجسم، مشيراً إلى أنها ليست مؤكدة حتى الآن.
تأثير السماعات
وقال الدكتور محمد الخالد، استشاري المخ والأعصاب بالمستشفى الأهلي في فيديو تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي،: إن سماعات الأذن ليس بها أي خطورة ويمكن استخدامها على مدار الأربع والعشرين ساعة دون أي أضرار، وليس لها أي أضرار على المخ والأعصاب.
وأوضح أن المجال المغناطيسي الصادر من تلك الأجهزة غير مؤثر على الإطلاق، مشيراً إلى أننا نتعرض إلى مثل هذه الموجات من التليفزيونات أو غيرها لمدة ساعة أو ساعتين ولا نتأثر بشيء.
وعن الأنواع المختلفة للسماعات وفروق أضرارها، قال إنه لا فرق بين أي من الأنواع المختلفة، وليس لها أي مخاطر إلا إذا كانت بأصوات عالية يمكن أن تضر الأذن فقط وتؤثر على السمع، وأشار إلى أن التليفون حتى ونحن نائمون وإن كان قريباً منا فليس له أي مخاطر.
الدراسات
وتؤكد الدراسات أن التليفون المحمول له تأثيرات سلبية على أذن الإنسان؛ حيث إن كثرة الاستخدام والتعرض للضوضاء والموجات الكهرومغناطيسية تؤثر على الإشارات العصبية في المخ وكذلك تؤثر على طبلة الأذن والتي تتسبب أيضاً في اضطراب ضربات القلب.
وتشير الدراسات أن هذه الموجات الكهرومغناطيسية التي تنتج من التليفون المحمول قد تسبب في إصابة الإنسان بعدم التركيز، كما أن هذه الخطورة الناتجة عن التعرض لمثل هذه الموجات تتسبب في إلحاق الضرر بالجهاز العصبي والمخ على حد سواء ومن ثم تؤثر على الإشارات العصبية وتؤثر على الأذن بشكل كبير.
وحذرت دراسة لمؤسسة كليفلاند كلينك الأميركية من أن الإفراط في استخدام المحمول قد يؤدى إلى تدمير الحيوانات المنوية، وأشارت إلى انخفاض سرعة الحيوانات المنوية بشدة لدى هؤلاء الأشخاص مقارنة بالذين يستخدمون الهاتف المحمول باعتدال.
كما كشفت دراسة، أجراها معهد كارولينسكا السويدي على 750 شخصاً، عن أن خطر الإصابة بأورام العصب السمعي قد زاد بمعدل 3.9 مرة على الجانب الذي يسند عليه الهاتف النقال أثناء المكالمة الهاتفية وفى المقابل لم تسجل أي زيادة في خطر الإصابة بأورام العصب السمعي على الجانب الآخر من الرأس، لكن خطر الإصابة بصفة عامة لدى من يستخدمون الهواتف النقالة لأكثر من عشر سنوات زاد بمعدل 1.9 مرة. يذكر أن ورم العصب السمعي هو نوع من الأورام الحميدة التي قد تحدث تلفاً في المخ والأعصاب.
وتتسبب سماعات الأذن في الإحساس بالاضطراب؛ إذ أن السماعات تعيق سماع الضوضاء المحيطة بالإنسان خاصة أثناء قيادة السيارات أو السير في الطريق العام، مما يعرض الشخص للخطر.
copy short url   نسخ
17/03/2017
9605