+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة /قنا/ إيمانًا بأهمية الرياضة ودورها في حياة الأفراد والمجتمعات، باعتبارها وسيلة وأداة للتقارب بين الشعوب، وحرصًا على مشاركة دولة قطر وتواجدها المتميز بكل المحافل والساحات والأنشطة والفعاليات المحلية والإقليمية والدولية، يحضر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفل افتتاح الدورة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022، التي تستضيفها مدينة وهران الجزائرية في الفترة بين 25 يونيو الجاري و6 يوليو المقبل، ويشارك بها نحو 3500 رياضي يمثلون 26 بلدًا ولجنة أولمبية.

ويأتي حضور سمو الأمير المفدى حفل افتتاح هذه الدورة في وقت أكملت فيه دولة قطر استعداداتها لاستضافة الحدث الرياضي الأبرز هذا العام، وهو بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، كأول نسخة لهذه البطولة العالمية الكبرى بالشرق الأوسط.

ومنذ لحظة فوزها عام 2010 بحق استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أكدت دولة قطر عزمها تنظيم بطولة استثنائية وحدث فريد وغير مسبوق بكافة المقاييس، ومضت بثقة واقتدار على طريق التحدي، وبذلت كل الجهود والإمكانات، وسخرت الموارد والطاقات اللازمة لتنظيم حدث رياضي عالمي، سيترك أثره الإيجابي على كامل منطقة الشرق الأوسط، وسيحيي الآمال في نفوس شباب وسكان هذه البقعة من العالم، كما سيعزز لديهم الإيمان بطاقاتهم وقدراتهم على تنظيم بطولات عالمية على أعلى مستوى من التميز والإبداع، وسيثبت كذلك قدرة الرياضة بمختلف أنواعها وفعالياتها على مد جسور التواصل وإرساء الوئام والسلام بين الأمم والشعوب، مهما اختلفت الرؤى والأفكار والثقافات وبعدت المسافات.

وإيمانًا من دولة قطر بأن الرياضة باتت وسيلة مهمة وأداة من أدوات الدبلوماسية الفاعلة لتقوية علاقات الصداقة مع مختلف دول العالم، حضر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين تحت شعار "معًا من أجل مستقبل مشترك" بالملعب الوطني "عش الطائر" في العاصمة الصينية بكين في شهر فبراير الماضي، والتي شارك فيها نحو 2900 رياضي ورياضية يمثلون 90 لجنة أولمبية وطنية عبر العالم.

وفي الخامس عشر من يوليو عام 2018، تسلم حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 رسميًّا من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، بحضور سعادة السيد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA"، وذلك في مراسم أقيمت بالكرملين.

وخلال مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في منتدى الاقتصاد العالمي في مدينة دافوس في شهر مايو الماضي، شارك سموه في الجلسة النقاشية التي عُقِدت هناك حول بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بعنوان "الرياضة كقوة موحدة".

وقد افتتح سمو الأمير المفدى الجلسة بكلمة، تطرق فيها إلى أن مشاركته الأولى في منتدى الاقتصاد العالمي تأتي في عام خاص بالنسبة لقطر، تستضيف فيه بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي ستكون أول حدث رياضي كبير تحضره الجماهير كافة بعد الجائحة المدمرة. وأعرب سموه عن سعادته بكون هذه البطولة ستوحّد العالم، وتجمع شمل الجمهور مجددًا، لافتًا إلى أنها المرة الأولى التي يستضيف فيها العالم العربي مثل هذا الحدث الكبير.

ولم تفت سموه الإشارة إلى المعاناة الطويلة التي تمر بها المنطقة، وكيف ستكون استضافة كأس العالم مصدر أمل للشباب في جميع أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى الإسهام الدائم الذي ستقدمه للعالم.

وأكد سمو أمير البلاد، في كلمته، على أن تأثير مثل هذه الأحداث الرياضية لا يقف عند حد التسلية فقط، بل يتعداه إلى تحقيق التفاهم المتبادل بين مختلف الثقافات والخلفيات، مشيرًا سموه إلى أن شعب قطر والمنطقة في غاية الحماس لإبداء كرم الضيافة والثقافة العربية العريقة. وفي ختام الكلمة، أوضح سمو الأمير المفدى أن بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022 تعكس رحلة عمل شاقة، وعزمًا وجهدًا لا يعرفان الكلل، متطلعًا سموه للترحيب بالجميع في قطر، ومتمنيًا لجميع المنتخبات المتأهلة التوفيق.

وفي التاسع من أكتوبر لعام 2018، أُعِيد انتخاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عضوًا باللجنة الأولمبية الدولية، وذلك خلال دورة اجتماعات اللجنة الأولمبية الدولية المنعقدة ببوينس آيرس في جمهورية الأرجنتين على هامش فعاليات دورة الألعاب الأولمبية للشباب. وفي 24 يونيو 2019، شارك سموه (حفظه الله) في اجتماعات الجمعية العمومية للدورة الـ 134 للجنة الأولمبية الدولية، التي عُقِدت بمدينة لوزان السويسرية، وتم خلال الاجتماعات تناول عدد من الموضوعات ذات الصلة بتطوير العمل الرياضي والحركة الأولمبية على المستوى العالمي، بالإضافة إلى التصويت على المدينة الفائزة باستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2026، والتي فازت بها مدينتا ميلانو وكورتينا الإيطاليتان.

وبينما تترقب دولة قطر بحماس استضافة الحدث الرياضي الأبرز على مستوى العالم، ولتصبح أول دولة عربية تستضيف بطولة كأس العالم، تحتفظ دولة قطر بسجل حافل فيما يتعلق باستضافة الفعاليات الرياضية الدولية، حيث حظيت الدوحة بشرف استضافة المئات من الفعاليات الرياضية الدولية، شملت جميع أنواع الألعاب الرياضية ومختلف الفئات العمرية، وقد بلغ عدد الفعاليات الرياضية لهذا العام /575/ فعالية رياضية على مدار العام الحالي 2022، وهي الأكبر التي يطلقها الاتحاد القطري للرياضة للجميع منذ إنشائه.

ويأتي اهتمام دولة قطر بالجانب الرياضي انطلاقًا من إدراكها ووعيها بالدور المتعاظم للرياضة في بناء الإنسان المعافى، الذي يشارك بقوة وفاعلية بمسيرة الوطن نحو البناء والتطور والتنمية؛ إذ تعتبر الرياضة إحدى أهم ركائز رؤية قطر الوطنية 2030.

ومن خلال اهتمامها الكبير بالشأن الرياضي نجحت قطر في أن تتبوأ مكانة رائدة عالميًّا في المجال الرياضي، وأن تصبح عاصمة للرياضة العالمية، ويتجاوز اهتمام دولة قطر استضافة الأحداث والفعاليات الرياضية الكبرى، إلى ما تمتلكه من مواهب رياضية بارزة، وسجل حافل بالإنجازات، ومرافق مشيدة على الطراز العالمي مثل أكاديمية أسباير ومستشفى سبيتار، وهو أول مستشفى مختص بالطب الرياضي في المنطقة، فضلًا عن بنية تحتية رياضية متكاملة وملاعب مونديالية فريدة تعتبر إرثًا وطنيًّا وعالميًّا ستستفيد منه الأجيال القادمة، ويضاف إلى ما سبق أن دولة قطر ارتقت باهتمامها بالرياضة إلى حد أن أصبحت أول دولة بالعالم تخصص يومًا سنويًّا للرياضة، ويكون عطلة رسمية لتحقيق الوعي بأهمية الرياضة ورفع شأنها وتعزيز دورها في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب.

copy short url   نسخ
25/06/2022
25