أيا وطن، أخشى موسم القطاف، لا تصدرني. أيا غربة، بعثرتِ على ثراك سنابل أبنائي، فردي إليّ هجير حصادي.أيا عمري، صَفّر العداد، أتوق لإشراقات فرص عُذرية.أيا أبتِ، رائحتك تعانقني في الرؤى، فأُعادي اليقظة. أيا ولدي، دسست فيك كنوز ذُريتي، فأورثهم قناطير محبتي.أيا ابنتي، شهيات قُبلك بمذاق راحة الحلقوم والحلوى القطمية.أيا صديقتي، عناقنا معاهدة مُلزمة لطرفيها بتحريم الخذلان. أيا مدرستي، أجراسك تشجيني كنايات الرعيان.أيا تاريخ، أعادل سجلك في تدوين أسبقية ظهور أسماء أبطاله؟أيا عرب، تعسًا للمفرقة قلوبهم، المشتتة دروبهم، المبعثرة سيوفهم.أيا شام، تدمشق أبنائي لفرط حديثي عن «قاسيونك» الذي تعتق.. ولم يَهرم.أيا ضجري، لا قشعريرة لفرحتي، لا حرارة لدمعتي، لا آه لآلامي. أيا خيالي، كتيوشتي أنت لتحقيق أشهى انتصاراتي.أيا وهمي، ريشتي أنت في رسم أسطورة هنائي.أيا نثري، إليك خاتمك ورسائلك، فالشعر فارس متلهف لمواعدتي.أيا زعماء، احقنوا شهوات حروبكم بمصل أغصان الزيتونِ. أيا ذاكرتي، قذائفك نكاز نِبَال طفل أرعن، أو أسلاك ملمسة لمذياع خَرِب.أيا ماضي، أمُجدي حَقن الحاضر ببوتكس النسيان، أم أن تجاعيد الذكريات فاضحة؟أيا حاضر، سيخونونك مع الأمس، ليعاودوا متى غدوت ماضيًا.أيا أسعار، حنانيك، هبت من لهب اشتعالك رائحة شياط الشعوب.أيا كروان، كانت جدتي تردد لدى سماعك: المسافر البعيد سيعود. أوّاه، أسأعود؟أيا سكون، اهرب للكرى حال استيقاظ الورى، فيما أحن للحياة حين يسبتون.أيا مساء، تثاءب ما تشاء، سأقيل حتى تختمر عجينتي، لكن لن يرحل العمر هباء.أيا ثأر، فرس انتقامي معقول بأنوال عفوٍ ثقال.أيا عفو، أنا أشد من الريح غضبًا لكني أمسح أتربة آثامهم ببتلات الداليا البيضاء.أيا مظاهر، أيا بصّارة محنكة في خداع الجميع، وحده الله يعلم أهليتي للعون.أيا قسم، أيا فرج الضمائر المُجَنّحة، المدربة على الكرِّ والفرِّ والطير والإنكار.أيا نخل الشتاء، يا لسعفك الُمرنّحة كجرو يَهُز ذَيله ترحيبًا بعودتي في المساءِ.أيا خريف، أصبو لموعد فك أصفادي وتساقط الأحكام عني بالتقادم.أيا صيف، أحوم بزورق ورقي حول قلاع الصبا الرملية ثم لأخترقن العبابأيا سفرتي، علميني نحو النجوم وصرف الغيوم وأبجديات السحاب.أيا نهر، مددت على شواطئك أحلامي، فجزرت عذب أمنياتي.أيا بحر، أصبو لصفعة موجك،حيث ضجيج طفولتي.أيا قدري، لكم أمقت أمانتك، لما لا تقبل الرشوة؟ أيا أعيادي، أعيدي لي شمعة كعكتي وغدير ضحكي وقفزتي الحافية.أيا عشاق، ولو كان لميثاق الهوى قيود، لا تمضون سراعًا.أيا أزواج، ولو خلا من البيت النقود، لا تمضون صراعًا.أيا تجاربي، أيا معمل استخراج التِبر من الغِسْلين.أيا امتحاناتي، لا تُخَلي عَنّي أصفاري، لو تُحيليهم من اليسارِ لليمين.أيا جهلي، اشتاق لعهد كان سيان عندي ضياع الطبشور، أو دملجًا من ياقوت.أيا قبري، اكتبوا على شاهدي «مثابرة على تقصي أحلامها داخل التابوت».
