+ A
A -
إضافة إلى ما سبق فقد خسرت الدول التي حاصرت قطر الكثير عالمياً وعلى سبيل المثال:
سابعاً: الرفض الأميركي لسياسات السعودية والإمارات: فبعد فضائح تسريبات السفير العتيبة أصبحت كل مراكز الدراسات والشخصيات الأميركية التي تعمل لصالح الإمارات والسعودية في حرج بالغ لا سيما ممن كانوا يأخذون الأموال نقداً بشكل يخالف القانون الأميركي وقد كتب الدبلوماسي الأميركي دانيال شابيرو مقالاً في مجلة «فورين بوليسي الأميركية» يتساءل فيه قائلاً: هل بات السعوديون والإماراتيون يملون علينا سياساتنا؟
ثامناً: الدخول في مواجهة مع المنظمات الدولية: حيث قامت هذه الدول بمخالفة القوانين الدولية سواء بالحصار الجوي أو منع المواطنين من التنقل بحرية أو وقف المراسلات البريدية أو غيرها من السلوكيات الرعناء الأخرى، مما جعل قطر تتقدم بعشرات الشكاوى ضد الدول الثلاث في محافل حقوق الإنسان ومنظمة البريد العالمية وكذلك منظمات الطيران الدولي وغيرها، مما يضع هذه الدول في موقف صعب دولياً ويفتح المجال لإقامة عشرات أو مئات القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والحقوق الأخرى.
تاسعاً: الإدانة المباشرة لهذه الدول من المفوض الدولي لحقوق الإنسان زيد بن رعد لسلوكيات هذه الدول وهي مقدمة لتفعيل مساءلة هذه الدول في مجلس حقوق الإنسان إذا تقدمت قطر ببلاغات موثقة وقد جاء رد هذه الدول ضعيفاً مثل إدارتها للأزمة، وقد شاهد الجميع مندوب السعودية وهو موقف مخجل ويطالب رئيس الجلسة أكثر من مرة بطرد أحد المصورين، بينما بدا مرتبكاً ومتخبطاً في رده.
عاشراً: تعرية علاقة هذه الدول بإسرائيل وتعجل السعودية في بدء العلاقات وإرسال الوفود من مراكز الدراسات وإتاحة المجال لمشاركين في برامج تليفزيونية إسرائيلية وترتيب ملف تيران وصنافير بينهم وبين إسرائيل والولايات المتحدة ومصر ويشير المراقبون إلى أن السماح لطائرات العال الإسرائيلية بالمرور بالأجواء السعودية ربما يكون بداية خطوات التطبيع وكذلك نقل الحجاج الفلسطينيين بشكل مباشر من تل أبيب إلى عبر شركات طيران وسيطة جدة.
أحد عشر: الخسائر الاقتصادية والمالية الكبرى للشركات السعودية والإماراتية التي كانت تعمل في قطر والتي كان لديها عقود بالمليارات سواء كان في الإنشاءات أو التجارة، حيث كان 40 % من احتياجات قطر تأتي عن الطريق البري عبر السعودية وكذلك خسارة أكثر من 17 ألفاً من السعوديين والبحرينيين الذين كانوا يعملون في قطر لوظائفهم، وقد كانوا يتقاضون رواتب أكبر بكثير من التي يأخذها نظراؤهم في بلادهم وهؤلاء مثل غيرهم ناقمون على حكوماتهم. ثاني عشر: إغلاق أبواب الخير عن الفقراء والمساكين في العالم الإسلامي، فالاتهامات التي وجهتها تلك الدول للجمعيات الخيرية القطرية التي تعمل مع الأمم المتحدة وتكفل وتساعد عشرات الآلاف من الأسر المسلمة وتقيم المشاريع في أنحاء العالم هدفها هو إغلاق أبواب البر والرحمة لهؤلاء وهذا سلوك خسيس، لأن شماعة الإرهاب فارغة والحقيقية هي دعم ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
ثالث عشر: الإخفاق الدبلوماسي والسياسي في إدارة الأزمة في مقابل تفوق الدبلوماسية القطرية وهدوئها ونجاحها في استقطاب احترام الدول والشعوب.
هذه بعض خسائر الدول التي قاطعت قطر، لكن قائمة الخسائر ستطول مع استمرار الحصار.

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
20/06/2017
6504