+ A
A -
الاستقرار مهم.. ومهمة حكومة التوافق الليبي- التي بدأت ترسخ أقدامها في العاصمة طرابلس- هي في الأساس ترسيخ الاستقرار، في هذه الدولة التي ضربتها الفوضى، والانهيارات، وشرور التشدد، والتشظي والانقسامات.

المهمة ليست سهلة.. إنها تحتاج إلى رؤية، وشجاعة، وإيمان راسخ بحتمية تنزيل «وفاق الصخيرات» إلى الأرض.. وتحتاج في الوقت ذاته إلى إرادة وطنية حقيقية، لا نشك إطلاقا أنها مدخرة في أذهان وأفئدة الليبيين، لمثل هذه اللحظات الحاسمة، في تاريخ وطنهم.. وحاضرهم هم، ومستقبلهم.

من محاسن الحظ، لليبيين، أنهم- وهم في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة- ليسوا وحدهم: معهم جنبا إلى جنب الأشقاء، والأصدقاء.. ومعهم الأمم، وبهؤلاء جميعا، أمكن التوصل إلى اتفاق الصخيرات الشهير، بكل ما تضمنه من خريطة طريق واضحة المعالم، لإنقاذ ليبيا من الدم، والفشل، والانهيار.

حكومة الوفاق، تمضي في المهمة التاريخية، بمسؤولية.. والأشقاء والأصدقاء الذين تجمعهم مظلة الأمم لإنقاذ ليبيا، هم على العهد.. وعما قريب سيتداعون إلى فيينا- من الإقليم والعالم- على مستوى وزراء الخارجية، من أجل العمل معا لتثبيت الاستقرار، في ليبيا.

ولئن كان مهما- بالطبع- هذا الاجتماع الذي يجيء ليجسد التزاما صارما، بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي، فإن الأهم، أن يعلي هذا الشعب من مفاهيم الوحدة الوطنية.. ويعلي من مفاهيم نكران الذات الضيقة: الذات الجهوية أو المناطقية أو الحزبية.

حمى الله ليبيا، من كل شرور الدم.

copy short url   نسخ
10/05/2016
8