+ A
A -
هذا ليس حصارا.. إنه مقاطعة!
تلك تصريحات مسؤولين كبار في دول الحصار.
هذه التصريحات ليست التفافا فقط على مفهوم الحصار، وإنما فيها ما فيها من الاستحياء: الاستحياء من الفعل الذي لا يتعارض فقط تعارضا كليا مع القانون الدولي.. وإنما- وهذا هو المهم- يتعارض تعارضا كليا، مع أبسط المفاهيم التي يرتكز عليها مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها أن المجتمعات الخليجية مجتمعات يربط بينها الدين والدم واللسان.. جنبا إلى جنب مع روابط التاريخ والجغرافيا، والمصير.
ما هو معيب أن الحصار يجيء في هذا الشهر الكريم، والذي من أدبه وأدبياته وتعاليمه، المشايلة، والتوادد والتراحم، ومواصلة الأرحام.. وما هو معيب، التفت إلى مفارقته لكل هذه التعاليم، حتى أولئك الذين لا يدينون بالإسلام، ولا يعرفون بالتالي أي حرمة للشهر هذا.. والذي هو شهر الله، بامتياز.
مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية، كان واضحا جدا، وهو يرد على التصريحات الالتفافية، المفعمة بالاستحياء: «بل إنه حصار وفقا للمنطق القانوني السليم والصحيح، وهو يهدف بشكل معلن للضغط على دولة قطر وسكانها من مواطنين ومقيمين لتحقيق أغراض سياسية».
السياسة، في أحد جوانبها، لعبة قذرة.. وحصار الدول، على مر التاريخ، كنوع من الضغوطات، هو من تلك اللعبة، ولعل حصار الكيان الإسرائيلي المحتل، للفلسطينيين في غزة، الماثل الآن، يقف دليلا واضحا على على أحد جوانب السياسة، جانبها البشع الذي لا يرتضيه دين، ولا ترتضيه أخلاق، ولا أي من تعاليم الإنسانية.
الحصار- كسلاح ضاغط- يبقى مرفوضا رفضا تاما، قانونيا وإنسانيا، ذلك باختصار لتعقيداته، ووطأته، وتأثيراته، على ما يعرف بالسلامة الكلية للمجتمع.. أي مجتمع.. ومن هنا ينبغي، على المجتمع الدولي كله أن يقف وقفة راسخة، وقوية، ضد ما يحدث من حصار ظالم على قطر.. وما يحدث من حصار لأي دولة، أو كيانات مجتمعية أخرى في هذا العالم.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
15/06/2017
1534