+ A
A -
بدأت عملية حصار قطر بالفشل من اللحظة الأولى التي لم تجد فيها أي تعاطف شعبي أو خليجي أو إقليمي أو دولي فقد شعرت الدول التي أعلنت الحصار بالخيبة من اللحظة الأولى ونستطيع أن نؤكد على ذلك من خلال المعطيات ومسار الأحداث، فالحصار قد فشل أما الذي أدى إلى فشله فهي عوامل وأسباب كثيرة من أهمها:
أولا: الاستنكار الشعبي الخليجي والعربي والإسلامي الهائل من الخطوات التصعيدية التي أعلنتها الدول الثلاث ضد قطر مما جعل هذه الدول تصدر قوانين وتشريعات عبثية تجرم من يتعاطف مع قطر بالسجن لأعوام طويلة والغرامة المالية بالملايين.
ثانيا: بعد انتقاد المسؤولين الغربيين وعلى رأسهم وزير الخارجية الأميركي قطع الأرحام في رمضان أصدرت الدول الثلاث قرارا بأنها ستنظر في الحالات المتعلقة بصلة الرحم وكان هذا هزيمة إنسانية ونفسية لها.
ثالثا: عدم الإجماع من دول مجلس التعاون حيث بقيت الكويت وعمان خارج اللعبة وعلاوة على الوساطة فقد فتحوا أجواءهم وأراضيهم وموانئهم للقطريين.
رابعا: عدم تجاوب دول العالم مع قرار الحصار رغم الضغوط التي مورست عليها واستخدام سلاح الحج والعمرة والمساعدات والمشاريع مع كثير من الدول حيث لم يتجاوب في النهاية إلا بعض الجزر وبعض الدول الفقيرة التي تعتمد على المساعدات والتي ليس لها ثقل دولي، وقد كشف هذا الأمر مكانة الدول الثلاث دوليا رغم ما تملكه من إمكانات مالية هائلة تنفقها دون حساب.
خامسا: الموقف الأوروبي الرافض للحصار والخطوات التي قامت بها الدول الثلاث لاسيما من الدول الكبرى بريطانيا وفرنسا وألمانيا حتى كان وزير الخارجية السعودي في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الألماني في موقف لا يحسد عليه. سادسا: الموقف الأميركي المتخبط بين الرئيس وإدارته والتباين الواضح في المواقف.
سابعا: تراجع الدول الثلاث عن مصطلح الحصار بعد فشله والتأكيد من خلال أبواقهم الإعلامية وبعض وزرائهم على أنه مقاطعة وليس حصارا.
ثامنا: عدم تأثر رحلات الخطوط القطرية وشعور الدول الثلاث أنها ستدفع ثمنا باهظا لو أبقت الحصار الجوي فأعلنت أن الحصار الجوي سيكون للطائرات القطرية فقط وفتحت المجال أمام شركات الطيران الأخرى لتهبط وتقلع من قطر وهذا بداية فشل الحصار الجوي.
تاسعا: التعامل الدبلوماسي والسياسي والإعلامي القطري الهادئ مع الأزمة وحشد التأييد الدولى ضد ما قامت به الدول الثلاث حتى أنه لم يبق رئيس دولة كبرى لم يتصل بملك السعودية ليؤكد عليهم أن ما قاموا به غير مقبول.
عاشرا: نجاح القيادة القطرية في توفير كل الاحتياجات الحياتية للناس بشكل عاجل لم يتجاوز ساعات وطمأنة الناس وعدم وجود أي مظاهر قلق في الشوارع وعدم تغير وتيرة الحياة. حادي عشر: الموقف التركي الشجاع الذي قلب كل الموازين للدول الثلاث لأن الخطوات التي أعلنتها في 5 يونيو لم يكن بعدها سوى إعلان الحرب عسكريا، لذلك جاء التحرك التركي ليكون حجر عثرة أمام أي خطوات متهورة قد يقدمون عليها ولم يبق لديهم سوى الانتحار إذا أقدموا على أي عمل عسكري.
هذه أهم الأسباب التي تؤكد بأن الحصار قد فشل وأن قرارات الخامس من يونيو ستنتهي وتتلاشى لأنها دون أي سند قانوني أو شعبي أو إقليمي أو دولي.

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
15/06/2017
23914