+ A
A -
كتب محمد أبوحجر وقنا

تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة حفل تخريج الدفعة السادسة والأربعين (دفعة 2023) من طلاب جامعة قطر، الذي أقيم بمجمع الرياضة والفعاليات في الجامعة، صباح أمس.

حضر الحفل سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى وأصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وأعضاء مجلس أمناء الجامعة ونواب رئيس الجامعة وأولياء أمور الطلاب.

وخلال الحفل كرم سمو الأمير المفدى الطلاب الخريجين المتفوقين والبالغ عددهم 107 طلاب، فيما سلم سعادة الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس الجامعة الشهادات للطلاب الخريجين البالغ عددهم 767 طالبا في مختلف التخصصات.

كما تم عرض فيلم حول (مسيرة الطلاب الأكاديمية)، بالإضافة إلى حصاد وإنجازات جامعة قطر خلال السنة الأكاديمية 2022 - 2023، وأبرز الأنشطة والبرامج والابتكارات البحثية في مختلف المجالات.

وتقدم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بالتبريكات للدفعة السادسة والأربعين من خريجات وخريجى جامعة قطر، حيث قال سموه عبر تويتر «أبارك للدفعة السادسة والأربعين من خريجات وخريجي جامعة قطر، وكلي ثقة بأنهم سيكونون بفضل مثابرتهم وتنوع تخصصاتهم إضافة نوعية في خدمة البلد والمجتمع، كما أتمنى لجامعتنا الوطنية مواصلة مسيرة التطور الأكاديمي وتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية».

تحقيق غايات الدولة

وفي كلمته بهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر: «نحتفي اليوم بالدفعة السادسة والأربعين من خريجي جامعة قطر بانضمام فوج جديد قوامه 3913 خريجا وخريجة؛ ليلتحق بهذا الرّكب المبارك من خريجي الجامعة منذ إنشائها والذي فاق أربعة وستين ألف خريج وخريجة. لقد كان لجامعة قطر طوال تاريخها الممتد منذ تأسيسها عام 1977م وحتى اليوم شرف المساهمة في تحقيق غايات الدولة، وتطلعات قيادتها، عبر تكوينها الأكاديمي الرصين، وثقافتها المؤسسية الراسخة، ورصيدها من القدرات العلمية والبحثية المتميزة، وإعدادها لأجيال من الكفاءات والخبرات».

وأضاف الدكتور الدرهم: «إنّ النهضة الشاملة التي تشهدها دولة قطر على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ما كان لها أن تتحقق لولا فضل الله أولا، ورؤيتكم الثاقبة وإرادتكم الراشدة في قيادة دفّة سفينة وطننا الحبيب، وذلك على خطى ما أرساه الآباء المؤسسون لدولة قطر، ووفقا لاستراتيجيات واضحة الغايات والأهداف، وخطط تنفيذية تخضع للمتابعة والتقييم المستمرّين. وفي هذا الإطار، أدركت جامعة قطر مسؤوليتها باعتبارها الجامعة الوطنية الأم ودورها كرافد رئيس لإمداد سوق العمل بالكفاءات اللازمة لتحقيق خطط الدولة التنموية، وكبيت خبرة تستفيد منه جميع قطاعات الدولة ومكونات المجتمع».

وقال سعادة رئيس جامعة قطر: «وتحقيقا لذلك؛ تبنّت جامعة قطر رؤية تتضمن مجموعة من الغايات النابعة من وعي دقيق، وإيمان عميق، بأهمية تحقيق أولويات الوطن، ومواجهة التحديات المحلية والإقليمية في إطار من التواصل مع الجامعات العالمية بكفاءة واقتدار. ولقد أثمر تضافر جهود قطاعات الجامعة وكوادرها نجاحا في تحقيق غالب الأهداف المنشودة للخطة الاستراتيجية السابقة، كما وأننا على مشارف اعتماد خطة الجامعة الاستراتيجية للمرحلة المقبلة اتساقا مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2023 - 2030). إننا في جامعة قطر نعمل على تحقيق واستدامة ثلاث غايات متكاملة، وهي: جودة العملية التعليمية، وتميّز البحث العلمي، والارتقاء بالعمل المؤسسي والكفاءة الإدارية مما يعزّز القدرة التنافسية للجامعة على المستويين الإقليمي والدولي. ولقد كان من ثمار ذلك حصول الجامعة هذا العام على أرقى مستويات الاعتماد المؤسسي من هيئة (الواسك) التي تعدّ أحد أبرز مؤسسات الاعتماد الجامعي عالميا».

وأضاف الدرهم: «وجاء هذا الاعتماد عبر سنوات من العمل الجاد المستمر؛ اجتازت الجامعة مرحلته الأولى مارس 2021، والثانية يناير 2022، حتى تم الحصول عليه فبراير 2023. إذ يؤكد حصول الجامعة على الاعتماد المؤسسي على أربع نتائج واضحة، هي: الأولى: التزام الجامعة بأداء رسالتها الوطنية في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة، الثانية: اتساق معايير جامعة قطر التي ذكرتها حول جودة العملية التعليمية وتميّز البحث العلمي والكفاءة الإدارية مع أرقى المعايير الأكاديمية العالمية، الثالثة: أهمية تضافر الجهود وتراكم الخبرات والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق التطوير المستمر، والنتيجة الرابعة: التزام الجامعة بنقل هذه التجربة لمؤسسات التعليم العالي بالدولة بما يحقق ويعضّد مفهوم التكامل بينها».

وأضاف سعادة رئيس الجامعة: «وعلى الصعيد الدولي، واصلت جامعة قطر تقدّمها ضمن التصنيفات الدولية للجامعات هذا العام، فوفقا لتصنيف مؤسسة كيو إس احتلت الجامعة المركز 208 عالميا. كما أحرزت الجامعة المركز 226 وفقا لتصنيف مؤسسة تايمز للتعليم العالي. كما حققت جامعة قطر المركز الثاني بين الجامعات العربية وفقا لكلا التصنيفين. لقد كان هذا الاعتراف والإقرار بالمكانة التي تتبوؤها جامعة قطر موضعا للإشادة والتقدير من مجتمع التعليم العالي دوليا، الأمر الذي أدى لفوز الجامعة بشرف استضافة وتنظيم عدد من أكبر المؤتمرات العلمية دوليا. فعلى سبيل المثال، تستضيف الجامعة الخريف القادم المؤتمر العام للمنظمة الدولية للجامعات التي تأسست في عام 1950م، والتي تضمّ في عضويتها أكثر من 600 جامعة من أكثر من 120 دولة. كما تستضيف الجامعة مؤتمر الاتحاد العالمي للتعليم والممارسات الصحية المتداخلة، حيث إن هذين المؤتمرين يعقدان لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».

وقال الدكتور الدرهم مخاطبا أبناءه الخريجين: «إنّكم اليوم على أعتاب مرحلة فارقة؛ بالأمس القريب كنتم طلبة علم في مدرجات الجامعة، وها أنتم اليوم تتسلمون شهادات تخرجكم أمام قائد مسيرة وطننا الغالي، وغدا تدخلون الحياة العمليّة للمساهمة في بناء وطنكم وأمّتكم، فعليكم أبنائي الأعزاء أن تتذكّروا دائما مسؤولياتكم أمام الله سبحانه وتعالى وتجاه وطنكم الغالي».

خدمة الوطن

وقد ألقى الخريج عبدالله الأنصاري كلمة خريجي الدفعة السادسة والأربعين، وقال فيها: أقف أمامكم اليوم، على منبر وقف عليه قبلي خمسةٌ وأربعون ممثلا للخريجين، تشرفوا بذكر مآثر الفخر والاعتزاز، أمام قادة صنعوا لدولة قطر تاريخا ومجدا، فسطع نجمها في سماء الإنجاز فردا، وقلّ أن تجد لها بين العظماء شبيها أو ندّا، عندما تأسست جامعة قطر، في عام ألف وتسعمائة وسبعة وسبعين، خاطب سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رحمه الله، أول دفعة من خريجي هذه الجامعة، بقوله: (إننا نحن أهل قطر لا ننفك عن انتماءات ثلاثة: انتمائنا إلى الإسلام، وانتمائنا للأمة العربية، وانتمائنا للإنسانية). ومضت السنوات تلو السنوات، والدّفع تلو الدفع، لينال ممثل الدفعة السادسة والأربعين شرف الوقوف أمامكم، في العام ألفين وثلاثة وعشرين. وها هي جامعتي تتشرف باستقبال سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير بلادنا المفدى، حامل راية قطر الحديثة. وقد مضى ومضينا معه، على خطى الآباء والأسلاف، اجتازت سفينة الوطن، بقيادتكم الرشيدة، أمواجا عاتية، وأنواء عاصفة، ولا زالت السفينة تشق طريقها، بعزيمة صلبة، وإرادة قدت من يقين؛ حتى نبلغ الغاية بإذن الله.

وأضاف الأنصاري: «لقد علمنا قادتنا أن صناعة التاريخ لا تكون إلا بثبات النفوس على المبادئ، وسعي العقول إلى الإبداع. إن زملائي خريجي هذه الدفعة- كمن سبقهم- متسلحون بالجد والعمل لخدمة هذا الوطن الذي أعطاهم الكثير. فنحن متطلعون لأن نكمل مسيرة من سبقونا، لتظل دولة قطر شامخة بين الأمم، يشار إليها بالبنان، وتقرّ بها أعين المتطلعين إلى مزيد من التقدم والرقي».

وقال الأنصاري موجها كلمته للخريجين: «مباركٌ لكم تخرجكم وإنجازكم. أما الآن، فقد آن لنا أن نستعد للامتحان الكبير، امتحان الحياة والعمل والبناء، امتحان.. المراقب فيه هو التاريخ نفسه، وهنا، أسئلة مهمة، تترى، لمن سخّرت هذه الجامعة العريقة إمكاناتها الضخمة؟ لأي أمر كان سهر آبائنا وأمهاتنا؟ لأي غاية كان بذل أساتذتنا معلمينا؟ والإجابة واحدة، وهي: كل ذلك إنما كان لأجل أن نبذل غاية جهدنا، متسلحين بإيماننا بالله، وحبنا للوطن، وبما تعلمناه، في تحقيق الرؤية، والسير قدما في طريق المستقبل. ونحن هنا نعاهدكم يا سمو الأمير، أمام العالم كله، أننا سنكون أوفياء لقيادتنا الرشيدة، ولوطننا، وعلامة فارقة في تاريخه بإذن الله. ولنعلم جميعا، بأن الزمان قد بدل ثوبه، ولم يعد في العالم متسعٌ لأمة تتقاعس، وشباب يتواكل.. وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة)، فلنكن إذا كما أراد لنا رسولنا وأئمتنا وقادتنا، وكما أراد لنا ربنا ومولانا عز وجل، فلنكن الاحتمال النادر، وما يعجزنا أن نكون الراحلة الوحيدة بين إبل مائة، راحلة لا تعرف من الاتجاهات إلا المقدمة. والله نسأل لنا ولكم التوفيق والسداد والنفع لوطننا وأمتنا».

وقد ألقى كلمة عريف الحفل الدكتور خالد الهاشمي، عضو هيئة التدريس في كلية الإدارة والاقتصاد، قال فيها: «نشهد اليوم وبكل فخر واعتزاز، وفرح وسرور، تخرج دفعة متميزة من خريجي جامعة قطر، فحقّ لخريجينا أن يفرحوا بإنجازهم، وحق لنا أن نفخر بهم».

وأضاف الهاشمي: «جامعة قطر.. هذا الصرح الأكاديمي الشامخ، الذي كان وما زال وسيبقى بإذن الله محضنا للعلم، ووقودا للابتكار، ومركزا للبحث العلمي. تخرج منها عشرات الآلاف، من الخريجين والخريجات».

copy short url   نسخ
09/05/2023
50