+ A
A -
هذا وقت الحكمة.. والحكمة هي وضع الأمر في مكانه الصحيح، والدوحة كعهدها كانت حكيمة جدا، وهي تتلقى واحدا من أغرب قرارات أشقاء الدم والدين والتاريخ والحاضر والمستقبل والمصير الواحد الذي لا يقبل التجزئة بأية حال من الأحوال.
الحكمة القطرية، تجلت كأوضح ما يكون في بيان مجلس الوزراء الموقر. نعم، قرار الأشقاء في السعودية والبحرين والإمارات بقطع العلاقات الدبلوماسية، مع دولة قطر، التي هي بشهادة التاريخ- جزء أصيل من اللحمة الخليجية، هو «قرار مستغرب» ذلك لأنه كما تقول كل الشواهد قرار استند إلى مزاعم وادعاءات وافتراءات وأكاذيب، وظلم هو الأشد قساوة، لأنه من ظلم ذوي القربى.. ولكن رغم كل ذلك تجلت الحكمة في إعلان قطر تمسكها بمجلس التعاون الخليجى: مبادئه وقيمه واهدافه النبيلة، وشددت على تمسكها بتعزيز روابط الأخوة بين شعوبه، لما فيه خيرها وازدهارها.
قطر- والتي ظلت- على الدوام مكافحة للإرهاب، في كل زمان ومكان، شددت أيضا على موقفها من هذه الظاهرة المرعبة، وهو الموقف الذي ينسجم مع دينها وأخلاقها وإنسانيتها، وكيانها الأصيل في المجتمع الدولي، الذي يعاني كله من هذه الظاهرة المتوحشة.
حكمة قطر، يجب أن تقابلها حكمة كانت قد غابت، من الأشقاء الثلاثة، في خضم أكبر مؤامرة على الكيان الخليجي، وليس قطر لوحدها.
الحكمة، لئن تأتي متأخرة بعض الشيء، خير من ألا تأتي إطلاقا.. ولن نزيد اكثر من قولنا إن هذا الوقت من وقت المنظومة الخليجية، هو وقت الحكمة.. ووقت الحكماء.
إننا لنسال الله في هذا الشهر الكريم، أن يحفظ الكيان الخليجي: دولا وشعوبا، ومنجزات جبارة، هدفها الأساسي إنسان هذه المنطقة من العالم.
copy short url   نسخ
06/06/2017
727