هكذا كانت قطر وستبقى كما هي أسرة واحدة في كل الأحوال والظروف لا يعكر صفوها شيء بإذن الله تعالى، أسرة تعرف مصلحتها وتتطلع دائماً وأبداً إلى النهوض والارتقاء بمواطنيها ومسايرة التقدم الحضاري الواسع من كافة جوانبه وفي كل الأحوال وكل المجالات، أسرة تؤمن بالمصارحة والمكاشفة والحوار والمناخ الديمقراطي وارتضت الشورى والمبادئ الأصيلة والوفاق والاتفاق والتلاقي ديدناً لها منذ القدم، أسرة تدرك أن لهذا الوطن حقاً وهذا الحق لن يكون إلا بالعطاء والوفاء والإخلاص والإيثار ونبذ الفرقة وجعل الوطن هو هدفنا وملاذنا، أسرة تدرك أن أمتنا واحدة وخليجنا واحد ووطننا واحد وديننا واحد ودمنا واحد وعرقنا واحد، ونسأل الله أن تبقى قطر الكرامة والشموخ وخليجنا آمناً مستقراً وسائر الأمة العربية والإسلامية اللهم آمين. عاش وطننا رحلة كفاح وصراع كانوا رجالاته أبناءه الأوفياء الذين شحذوا هممهم بما لديهم من عزم وقوة وجهد وبما يغمر قلوبهم من إيمان صادق والتصاق وثيق بروح تعاليم الإسلام حتى مهدوا وشقوا لنا درب الحياة كان نتاجه هذه الحياة الطيبة الهانئة التي نعيشها، واليوم نعيش رحلة كفاح مع المستقبل لا تقل مصاعبها وتحدياتها عن أهوال الماضي وإن اختلفت الظروف والأحداث والصورة، إذا كان كفاح الماضي من أجل لقمة العيش فالحاضر هو كفاح نحو الحضارة والرقي والبناء ومواجهة التحديات والمطامع التي تحيط بنا، بأمتنا الخليجية والعربية، شعوب الخليج تتطلع إلى المستقبل بأمل وتفاؤل ونحن على ثقة بحكمة قادتنا الخليجيين في تحقيق هذه الآمال والتطلعات المنشودة والمشروعة، خليجنا واحد وكلنا نحبه وتهمنا مصلحته واستقراره، خليجنا واحد ومصيرنا واحد، ونحن بحاجة إلى تحقيق الصورة الوطنية الصادقة في أجمل معانيها بالتعاون والتعاضد بالوفاق والاتفاق، إن الظروف الحالية التي يشهدها خليجنا وأمتنا العربية تتطلب منا جميعاً كل في موقعه ترجمة الولاءات والانتماءات والشعارات إلى واقع فعلي يتمثل بالوفاء لقائد مسيرتنا المظفرة ووطننا ودولنا الخليجية عن طريق العمل الجاد والمخلص لما فيه خير الوطن وعزته وخير خليجنا الواحد، بعيداً عن التحديات والمناكفات، إن تحديات الماضي علمتنا وتحديات الحاضر أفادتنا بلا شك، وحفظ الله قطر تحت ظل الرعاية الإلهية التي منَّ الله بها على هذه الأرض الطيبة الخيرة بفضل دعوات الصالحين من أبنائها وحكمة أميرها، سائلين المولى أن يوفق أميرنا حفظه الله وقيادات الخليج لما فيه الخير لدولنا الخليجية الواحدة، ويحفظنا من كل مكروه، إنه سميع مجيب، ورحم الله قارئاً قال آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..

بقلم : يعقوب العبيدلي