كنا نظن، بل نعتقد جازمين، وهو المفروض عندما تعلن وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن اختراق موقعها الإلكتروني وبث تصريحات مفبركة منسوبة إلى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، أن تحتشد كافة وسائل الإعلام والأقلام الخليجية وتقف معها لاستنكار وشجب هذه القرصنة التي تهدف إلى النيل من الكيان الخليجي الواحد.
هذا ما يفرضه العقل والمنطق، فضلا عن مواثيق الشرف والاتفاقيات الإعلامية المعمول بها في إطار لوائح الأمانة العامة لمجلس التعاون، لكن خاب ظننا واعتقادنا فكانت المفاجأة أن وجدنا قناتين تبثان من المنطقة الخليجية وبعض الأقلام الخليجية اللامسؤولة، وتنشر المقالات وتذيع التحليلات وكالة أنبائها الرسمية، ومما يثير الدهشة والاستغراب ولا نجد له تفسيرا أن المسؤولين عندنا أكدوا مرارا وتكرارا ورسميا أن تلك تصريحات مفبركة تهدف إلى شق الصف الخليجي وإشاعة جو من التوتر بين دوله كما أن الوكالة ووسائل الإعلام القطرية قدمت الدليل القاطع على اختراق موقع الوكالة ومع ذلك فإن القناتين إياهما والأقلام إياها أغلقت أذنها وأغمضت أعينها عن سماع ورؤية الحقيقة.
لا أعاتب أية قنوات أو أقلام في دول معينة خارج منظومة مجلس التعاون الخليجي، فأولئك لهم أجندتهم، أما أن يأتي التجني والهجوم من وسائل إعلام وأقلام خليجية فهذا ما يبعث على الاستغراب والمرارة مصداقا لقول الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
فبالله عليكم كيف نسمي هذا الموقف المريب من تلك الوسائل والأقلام، غير أنهم شركاء في الجريمة أو على الأقل يشدون على أيدي الجاني، وينفضون أيديهم من مواثيق الشرف الإعلامي؟!!
أسئلة كثيرة تطرح نفسها هنا.. لماذا تصر هذه الجهات على محاولة إشعال فتيل أزمة بينما يعمل إعلامنا بكل قوته على نزع الفتيل؟، ولمصلحة من تمضي هذه الوسائل والأقلام في طريق الزيف والتضليل؟، أليس من مصلحة دول المنطقة وشعوبها تنبيههم إلى أن هناك من يحاول شق الصف الخليجي؟ هذا إذا كانت هذه الوسائل والأقلام بريئة من الجريمة أصلا.
بصراحة، نحن في قطر تفاجأنا كثيرا من هذه المواقف لهذه الأقلام والقنوات الضارة، لكن في المقابل كانت هناك مواقف ومفاجآت سارة، إنها مواقف الشعب الخليجي في كل دول المجلس بلا استثناء، لقد حرصت على متابعة ردود أفعالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فإذا بهم واعون، وحريصون على الوقوف مع قطر وإعلام قطر، لأنه ببساطة الوقوف مع الحق ضد الباطل، ومع العدل ضد الظلم، وأخذوا يكيلون الشجب والاستنكار لتلك القنوات والأقلام المسمومة التي تريد أن تسمم الأجواء الخليجية النظيفة لدرجة أنهم أطلقوا اسم العبرية على تلك القناة المسماة العربية..
والله المستعان..
بقلم : آمنة العبيدلي