+ A
A -
لماذا مَرَّات نُؤْمِنُ بالقضية أكثر من أصحاب القضية؟!
لماذا مَرَّات نُدافِع عن القضية في الوقت الذي لا يَتحرك فيه (أو لا يُحَرِّك شعرة) أصحاب القضية؟!
لماذا مَرَّات نُعَرِّضُ أَنْفُسَنا للخطر ونُلْقِي بأيدينا إلى التَّهْلُكَةِ رَفْعا لِصَوت القضية بينما يَنام أصحابُ القضية؟!
مفارقات غريبة تَحدث في الحياة، صحيح أننا نُحاول أن نتعود عليها تدريجيا، لكننا لا نُنْكِرُ أن كُلاًّ مِن هذه المفارقات وتلك الحياة يُصيبُنا بالصدمة عندما لا نَعرف «مَنْ» مع «مَنْ»، ولا «مَنْ» ضدّ «مَنْ»؟!
جميعهم يَدِبُّونَ كالخنافِس بحثا عن إرضاء غرور نفوسهم الأَمَّارة بالسوء ضاربين بغير مصالحهم عرض الحائط.. ولْتَحْتَرِقْ يا هذا، لا يهمّ.. بل لِتَتَمَدَّدْ أنتَ تحت حذاء نفسِك اللوامة، نفسك التي تَقول لكَ بلسان القلب المكلوم تحت تأثير الطعنات المباغتة لكَ من الخَلْف: «دَعْكَ مِمَّنْ لا يَجدر بكَ أن تُطْفِئَ شمعَ عينيكَ وشمسَ قلبِكَ بُكاءً على حال تُرْهِقُ الحال، واهْتَمّ بما يَنفعك.. فأكثرهم ليس أَهْلاً لِتَشْغل نفسَك به وتُعَطِّل ما يَليق بأن يَشغلَكَ»!
عالَم لا يَختلفُ عن جِسمِ راقصةٍ يَتمايل طالبا وُدَّ هذا وذاك وذلك، بينما تَبكي حَظَّكَ أنتَ وقد وَجَدْتَه (العالَم) مُلقيا بشِبَاكِه التي لا يَقَعُ فيها غيرك.
تخسر أنتَ، ويَربح العالَمُ.. العالَم الذي قليل عليه أن تَنْعَتَه بالأَعْرَج وقد أَكَلَتْه العاهاتُ من العَمَى إلى العَتَه.
مَعْتُوه مَن يُنصِت إلى صوتٍ ضَيَّعَ صوتَ مَن لا صوت له، ومُخْتَلّ مَن يُنادي باسترجاع قميص أفلاطون غاضّا الطرف عما فَعَلَتْهُ الذئابُ بجُثَّة السَّاكِن الوحيد بمدينته الفاضلة..
إذا صدَّقنا أن الناسَ معادن، فإن هذه المعادن معادن أَثْمَنها تَمَّ تهريبُه، ومَن لم يَبِعْ نفسَه باعوه..
تَجِدُ نفسَك مغروسا في مفترق طرق الحياة، أكثر من طريق يُناديك، العقل يَكْفر بدين القلب، والقلب تخبو ثَوْرَتُه ولا تَعرِف لِمَن يَخفق إذا كُنْتَ تَشعر بوجوده وجودا غير الوجود بالقوة، لكن في زحام الزيف، زيف القلوب الصَّدِئَة بالرغبة في الاستغلال، في ظل صيحة مساحيق تجميل الإحساس، مِن الصَّعب يا صديقي أن تَختبِرَ المعدنَ الأصيل، فليس الذهب وحده يَلْمع.. المكر أيضا والحِقد يَلمعان في العيون!
نَافِذَةُ الرُّوح:
«ما شُعورُكَ وأنتَ كالسمكة تتقلَّب على الجوانب في مِقْلاة الزَّمَن؟!».
«مِن البَشَر ملائكة وشياطين.. ومِن البَشَر كذلك عصافير حَائِرَة بين الْحَبّ والْحُبّ».
«أشتاقُ إلى البحر.. البحر الذي يَرْحَل قبل أن يَأتي».
«لا تَتَأَوَّهْ عندما يَجْرَحُكَ الشوكُ، فلولا الشوك لما ثَمَّنْتَ الوردَ».
«عُيونُ القلب تَرى أَبْعَد مما تَراه بعينيكَ».
»عندما يَكثر حُسَّادُكَ ابْتَسِمْ، فهذا مَعناه أنكَ تَتَقدَّمُهم بِهَدَف».
«مِن المروءةِ أَلاَّ تَبكي بعد أن تَضَعَ قَلْبَكَ تَحْتَ حِذاءِ مَنْ لا يَسْتَحِقُّ قَلْبَكَ».

بقلم : سعاد درير
copy short url   نسخ
25/05/2017
4681