+ A
A -

تقدم لسمر السمراء وهي شابة من أهل الصعيد طبيب نوبي، بشرته أشد قتامة من لون بشرة أهل الصعيد، وكان الشاب على خلق ودين كما كان المستقبل واعدا أمامه في ميدان الطب البشري.. والأهم أن سمر السمراء كانت ترتاح له وترى فيه شريك الحياة الذي ستطمئن معه كونه خلوقا وكريما ومحبا.

صبيحة عقد القران، وصلت من السفر أخت العروس -السمراء أيضًا- لتشارك شقيقتها فرحتها.. سلمت أخت العروس على العريس النوبي الشديد السمرة الذي كانت تقابله لأول مرة، ثم سلمت على باقي أفراد أسرته التي فوجئت بلون بشرتهم الغامق، ثم دخلت على العروس لتبارك لها.

قالت: «مبروك يا سمر.. ألف مبروك حبيبتي ـ أتوقع لكما إنجاب أطفال بلون الشوكولاتة».

انهارت العروس وغابت في نوبة نحيب وقامت قيامتها ثم أدركت ضرورة وقف تلك المهزلة فهي لا تريد انجاب اطفال لهم بشرة شديدة السمرة. لذلك، قررت عدم إتمام الزيجة ولو جاء القرار الجارح في يوم العرس.

فض الفرح وأعاد عمال الفراشة الكراسي والطاولات دون أن يتم استعمالها.. ومضى المعازيم كل لحال سبيله.. وكانت الصدمة للعريس النوبي الذي مشى مكسوراً، مطعونًا، خزيانًا، آسفا لقتامة بشرته التي حالت دون قبوله رغم كونه إنسانا ناجحا وطبيبا له مستقبل واعد.

لكن بنهاية المطاف، وصلت له رسالة واضحة مفادها أن درجة قتامة بشرته عار وخطر لا تقبل عروسه أن تعرض أبناءها لأضرارهما.

بعد زهاء عامين، تزوجت سمر السمراء من رجل ثري من أسرة عريقة، لكنه عاطل بالوراثة، إذ لم يوفق في إتمام دراسته الطبية في ألمانيا، ولم يعمل، على أن لون بشرته أبيض من الثلج، عدا كونه شديد الوسامة.

حضرت الأخت الزفاف وهمست لأختها: الآن، أنا مطمئنة عليك، النسل هيتحسن وأكيد هتخلفي بنت قشطة أجمل من عاليا، ابنة الجيران الشقراء.

عاشت سمر مع زوجها الأشقر صاحب البشرة البيضاء لأربعين خريفًا دون إنجاب أبناء قشطة أو شوكولاتة. الغريب أنها حملت مرة بتوأم، لكن، الأجنة ماتا في رحمها!

في المقابل، تزوج الطبيب النوبي من مهندسة شقراء، وديعة وخلوقة، فأنجبا توأمين جميلين كما وشاهدا أحفادهما.

فلنحذر التجريح تحت بند المزاح.. فالسماء منصتة.

copy short url   نسخ
15/04/2023
20