+ A
A -
هل تأتي الانتخابات الأميركية بما لا تشتهيه سفن العرب؟ أم أننا لا نحب الاثنين اللذين سينتهي بهما الأمر إلى التنافس على سكنى البيت الأبيض: هيلاري كلينتون ودونالد ترامب؟ وبالتالي لا يفرق معنا أن يفوز أيهما؟.

فهيلاري كلينتون من حزب أوباما، الرجل الذي انتقد العرب مؤخرا، كما لم يسبق لأي رئيس أميركي أن أغضبهم، ودونالد ترامب كان أسبق الجميع في هجاء العرب، وإلى حد أن بعضنا رآه «نازيا» جديدا سيسكن البيت الأبيض.

ولكن إن كان الاثنان لا يروق لهما العرب في أحوالهم الراهنة، فلماذا لا نكاشف أنفسنا بأن أميركا كلها لا ترانا كما نريد لها أن ترانا، طالما أن الحزبين الأميركيين الكبيرين صار قاسمهما المشترك موقفا جديدا من العرب يعلن أفول زمن التحالفات التقليدية القديمة، وبعدما تراجعت نسبيا الأهمية الاستراتيجية للنفط؟

تعكير صفو العلاقات الأميركية- العربية لا يعني أن المودة الأميركية الإيرانية تزيد على حساب انفكاك بطء للتحالفات العربية الأميركية، فمن يظن أن ترامب أو كلينتون سيطوران علاقتهما مع طهران على حساب العرب مخطئ، بل غالبا سوف تتبدل أحوال علاقات واشنطن بطهران، بحيث ستكون الانفراجات الأخيرة في العلاقات الأميركية- الإيرانية بزمن أوباما استثنائية.

أول رئيس أميركي أسود يعد العدة حاليا للخروج إلى الظل، تاركا البيت الأبيض لأحد الشقراوين، ترامب أو كلينتون، وإن كان هناك من يظن أن أميركا سوف تنتخب أيضا هذه المرة أول رئيسة أميركية، فهناك من يضعف هذا المنطق، فيقول: يصح ذلك، لو أن المرشحة للرئاسة امرأة أخرى غير كلينتون، التي توصف بأنها من العقليات القديمة، التي لا ترى تحولات مهمة بالمجتمع الأميركي، وهي التحولات التي يخاطبها المدعو ترامب باحترافية مجنونة تفوق هيلاري.

ورغم كل هذه الآراء من الخطأ بناء الحسابات على هذا النحو، ففي أميركا لا بد أن تترك مساحة لـ «اللامعقول».

بقلم : حبشي رشدي

copy short url   نسخ
06/05/2016
754