+ A
A -
كتب- محمد الجعبري
أكد عدد من التربويين على المسؤولية المشتركة بين الأسرة والمدرسة في بناء شخصية الطالب وزرع القيم الرفيعة التي يتميز بها مجتمعنا العربى والإسلامي، بأن تكون تلك القيم داخل تكوين الطالب وشخصيته التي سيظهر بها على المدى البعيد.
مؤكدين على أن المدرسة ليست إلا مجتمعا صغيرا وامتدادا لمجتمع أكبر منها، يتفرع لعدة مراكز أو نقاط تنطلق منها نماذج عديدة من البشر، مؤكدين على أنه يوجد الكثير من العوامل التي تساعد في بناء شخصية الطالب إلى جانب المدرسة وهي الاسرة والاصدقاء كل هؤلاء لهم دور في تنمية شخصية الطالب.

وقالوا إن المناهج التعليمية التي يتم تدريسها في المدارس تدعم بناء الاستقلالية في شخصية الطالب، وتدعيم روح الإبداع وصقل شخصيته، وتنمية مواهبه، وتحفيزه نحو الافضل، بجانب أمور ينبغي ان تنطلق من مسقط رأسه وهي الأسرة والمنزل، بحيث تكون المدرسه امتدادا لذلك الدور، واستكمالا لدور الأسرة.
وشدد بعض التربويين على أن أهمية المدرسة تكمن في الدور الكبير الذي تلعبه مراحل التعليم المبكر، وضرورة أن تقوم المدرسة على التواصل الإيجابي مع الأسرة لتعريفهم برؤيتها ويحدث التجانس بين الطرفين، ليستطيعا في النهاية العمل على إخراج شخصية مستقلة متعلمة بناءة، وعلى قدر كبير من المسؤولية، فالعمل على هذا الجانب يكون في مراحل التعليم المبكرة، ثم تأتي بعده باقي المراحل التعليمية التي تبني على ما بدأته المراحل الأولى.
وفى هذا الإطار قالت الأستاذة نادية عمر شملان صاحبة ترخيص ومديرة مدرسة أم صلال النموذجية المستقلة للبنين إن بناء شخصية الطالب مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأسرة، لافتة إلا أن دور المدرسة يبدأ مع مراحل التعليم المبكرة والتي تقوم على زراعة القيم الجيدة لدى الطالب وتكون الأسرة لها الدور المكمل في استكمال ما بدأته الأسرة.
وأشارت شملان إلى أنه لابد أن تكون رؤية المدرسة متوافقة مع رؤية الأسرة ومكملة لدورها ليستطيعوا أن يقوموا على بناء شخصية إيجابية فعالة تخدم وطنها، مشددة في هذا الجانب إلى ضرورة ألا يكون هناك تضاد في الرؤى حتى لا ينعكس ذلك على شخصية الطالب.
وفى هذا الإطار أكدت الأستاذة نادية على ضرورة أن تقوم المدرسة على التواصل الإيجابي مع الأسرة لتعريفهم برؤيتها ويحدث التجانس بين الطرفين، ليستطيعوا في النهاية العمل على إخراج شخصية مستقلة متعلمة بناءة وعلى قدر كبير من المسؤولية، فالعمل على هذا الجانب يكون في مراحل التعليم المبكرة لأنه كما يقول المثل العربي «النقش في الصغر كالنقش على الحجر»، ثم تأتي بعده باقي المراحل التعليمية التي تبنى على ما بدأته المراحل الأولى.
وبينت مديرة مدرسة أم صلال النموذجية أن الجانب الأكاديمي يأتي بعد بناء الجانب الأخلاقي لدى الطالب، ففي حالة الحصول على شخصية جيدة ومستقلة للطالب، نحصل على مستوى أكاديمي مرتفع، مؤكدة على أن الوزارة تعمل على دعم شخصية الطالب من خلال المناهج التعليمية وبمشاركة المدرسة التي تقوم على وضع العديد من البرامج التعليمية التي تصب في هذا الجانب.
من جانبه قال الأستاذ سعيد عبدالهادي لوذين صاحب ترخيص ومدير مدرسة حمد بن عبدالله الثانوية المستقلة للبنين إنه مما لا شك فيه أن بناء شخصية الطالب مسؤولية تقع على عاتق المدرسة والأسرة معاً، حيث أن دور المدرسة يكون اكتشاف مواطن القوة والضعف في شخصية الطالب والعمل على معالجة مواطن الضعف، كذلك العمل على تقوية مواطن القوة، حيث تقوم المدرسة على بناء حب وولاء الطالب لوطنه.
وأشار إلى أن المدرسة تملك من الكفاءات والإمكانات للعمل على برامج فردية وجماعية للطلاب للقيام بهذا الدور الإيجابي، كما أنه يوجد لدى كل مرحلة تعليمية سيكولوجية معينة تعمل عليها في صقل الطالب من مهارات ومعارف يكون لها الدور الإيجابي الأكبر في دعم استقلالية الطالب العلمية والأكاديمية.
وعن تضارب الرؤى بين المدرسة والأسرة، أوضح أنه لا يوجد تضارب في الرؤى بينهما لما لهما من أرضية موحدة من ثقافة عربية وإسلامية ووطنية واحدة، فكل المجتمع القطري لديه رؤية واحدة وهدف واحد، وهو العمل على بناء وطنه في إطار مرجعية الثقافة العربية والإسلامية، لافتاً إلى أنه من الممكن أن يوجد تضارب في بعض الممارسات اليومية سواء في الشارع أو المجتمع، ويجب على المدرسة تعريف الطلاب بتلك الممارسات ليبتعد عنها ولا تدخل في سلوكه.
من جانبه، قال الأستاذ سعيد سالم النابت مدير مدرسة الشحانية الإعدادية الثانوية للبنين إن المناهج التعليمية التي تضعها الوزارة تقوم على أساسين هما: تقوية الجانب الأكاديمي وعملية التعلم، والجانب الآخر يقوم على بناء وصقل مهارات الطالب ودعم عملية الإبداع في شخصيته، والتي تركز على استقلالية الطالب وتعريفه بجميع الجوانب الحياتية اليومية.
كما أن للأنشطة دورا كبيرا في تنمية وتكامل الشخصية وتعتمد على محورين، الجانب النظري (المعرفي) وهذا الجانب يعطي الطالب ثروة معرفية ضخمة، المحور الثاني: الجانب العملي التطبيقي، كما أنه يوجد العديد من المهارات العامة التي يكتسبها الطالب من جراء مشاركته في الأنشطة الطــلابية ومنها ما يلي: تسهم الأنشطة الطلابية مع المقررات الدراسية في تنمية جميع أبعاد النفس الإنسانية (العقلي، الجسمي، الوجداني، الاجتماعي)، تساعد الأنشطة الطلابية على تكامل وشمول وسائلنا التربوية، يتفادى عن طريق الأنشطة الطلابية كثير من الضمور الملازم لبعض الناس في جوانب أساسية من شخصياتهم.
وأشار النابت إلى أن الطالب يستطيع من خلال النشاط محاكاة الأدوار الاجتماعية التي سيمارسها في المستقبل مثل إدارة المجموعات، الانقياد لقائد اجتماعي، ممارسة الأعمال التطوعية. تقدم الأنشطة الطلابية للطالب أعظم اكتشاف يقوم به في الحياة وهو اكتشاف الذات وفهم النفس وإدراك مصادر قوته الشخصية وحسن استغلالها وتنميتها. يعمل النشاط الطلابي على تنمية جوانب شخصية الطالب الأهم والأكثر تأثيراً في نجاحه في المستقبل، فمع أهمية التحصيل العلمي والمعرفي يحتاج الطالب الذي ينشد النجاح في مستقبل أيامه إلى الاستقلال، والثقة في النفس. يحقق النشاط الطلابي استخداماً أكبر لتفاصيل المعارف والعلوم التي تعلمها الطالب في مدرسته.
وفي نفس السياق قالت الأستاذة وضحة محمد العذبة صاحبة ترخيص ومديرة مدرسة آمنة بنت وهب الإعدادية المستقلة للبنات إن بناء شخصية الطالب وزرع وتنمية القيم لديه مسؤولية مشتركة بين الاسره والمدرسة، فرؤية مدرسة آمنة بنت وهب الاعدادية في تكوين طالبات متعلمات ومتميزات، مبدعات ومؤثرات وفق المعايير العالمية المعاصرة، يتمثل في توفير كل الوسائل والمصادر المادية والالكترونية المعينة، واستقطاب وتدريب نخبة من المعلمات على التوجيه القيمي وتعزيزه لدى الطالبات والتنويع في العرض، فعلى سبيل المثال لدينا في المدرسة مجموعة برامج لتعزيز القيم وهي:
برنامج «ثابتة على قيمي» في مدرستي آمنة: تم عمل لقاءات مكثفة مع المعلمات لتحديد القيم التي تحتاجها الطالبات في المدرسة وهي 8 قيم وتم إعداد خطه أنشطة لها وتحديد الأفراد المتابعين لها وعرض الانشطة يكون خلال الطابور الصباحي على شكل مسرحيات أو أفلام قصيرة وتعزز هذه القيم من خلال المعلمات في الصفوف.
برنامج التقرير السلوكي القيمي: يصدر للطالبة أربع مرات في السنة ويصف أداء الطالبات سلوكيا في كل الحصص وخلال اليوم المدرسي وتذكر فيها القيم التي حققتها خلال الفترة التقييمية ويتم تكريم الطالبات المتميزات سلوكيا والمحققات للقيم بوسائل مختلفة من تكريم على الطابور المدرسي ووضعها في لوحه تكريم القيم، برنامج أربع أسر مدرسة واحدة ويهدف إلى بناء قيمة العمل بروح الفريق ويعتمد على تجميع النقاط من خلال تفعيل الطالبة للقيم المدرسية وتحسن الأداء الاكاديمي ويتم تكريم الأسرة الفائزة شهريا والتي جمعت اكبر عدد من النقاط.
وأشارت السيدة وضحة العذبة إن كل هذه البرامج وغيرها تهدف إلى ربط القيم بالممارسات اليومية، والتي أثبتت بالتجربة انه يمكن أن تكون جزءا من شخصية الطالبة، كما اثبتت الدراسات ان شخصية الإنسان ومبادئه تتكون خلال اول خمس سنوات من عمره، لذا فإن غرس القيم يكون من خلال البيت اولا ثم المدارس الابتدائية من خلال القصص وتطبيقها في الممارسات اليومية، لكن هذا لا يخلي مسؤوليه المدارس الاعدادية والثانوية التي يجب ان تؤكد على قيمنا الإسلامية بشكل يومي.
أما عن المناهج فقد أكدت مديرة آمنة بنت وهب الإعدادية أن المناهج تدعم القيم ولكن ليس بالعمق الكافي، فبعد اطلاعي على بعض المناهج الأجنبية في بعض المهارات على سبيل المثال.. مهارة التحدث يقيم الطالب فيها قيميا كالتالي: ان يتحدث الطالب باحترام مع زملائه، ان يطلب بأدب وذوق شيئا من معلمه أو زميله.
أما مهارة التحدث لدينا فنركز على التالي: استخدام الطالب الفصحى لاستكشاف الأفكار والتعبير عن آرائها وتمحيص آراء الآخرين، فالتركيز لدينا على المهارة العلمية دون ربطها بالقيم وتقييمه على أساسها حتى تزرع بداخله وتكون جزءا منه، فنحن بحاجة إلى ربط القيم بالمهارات وان يقيم على أساسها.
وفي نفس السياق أكد الأستاذ عبدالله راشد النعيمي مدير المعهد الديني الإعدادي المستقل للبنين على أن المناهج الجديدة التي يتم تدريسها في المدارس تقوم على بناء استقلالية الطالب، كما أن المدارس تعمل من خلال العديد من البرامج على دعم هذا الجانب من مسابقات أكاديمية ومناظرات والتي تعزز من شخصية الطالب وتبني رؤيته نحو المجتمع والحياة الخارجية، كما أن المعلم يقع عليه دور كبير في المدرسة من خلال التركيز على إشراك الطالب في الحصة المدرسية ولا يكون دوره متلقيا فقط بل يكون مشاركا في العملية التعليمية.
وأشار النعيمي إلى أن التواصل المباشر بين الأسرة والمدرسة يخلق نوعا من التجانس في الرؤية والهدف، لذلك تقوم المدارس على دعوة أولياء الأمور للتواصل مع المدرسة والمشاركة في جميع الفعاليات التي تقيمها المدرسة وشرح أهداف تلك البرامج والمسابقات، لكي يكون هناك توحيد في تلك الرؤى.
copy short url   نسخ
13/02/2017
11061