+ A
A -
استبقت تل أبيب زيارة رئيس وزرائها نتانياهو لكل من موسكو في أبريل الجاري، وواشنطن في نوفمبر المقبل، بمطالبتها المجتمع الدولي بالاعتراف بضمها هضبة الجولان السورية، وبتلميح اليمين الإسرائيلي المتطرف نيته ضم إسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية.

إعلان الدولة العبرية نواياها جهارا ليس جديدا، فبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية كان نتانياهو في آخر زيارة له للولايات المتحدة قد طلب من أوباما أنْ يعمل على اعتراف المجتمع الدوليّ بهضبة الجولان العربيّة السوريّة المُحتلّة كمنطقة إسرائيليّة، ضمن أيّ حلٍّ سياسيّ للأزمة السوريّة.

تل أبيب شرعت بالفعل في توظيف مبكر للتحولات الجيواستراتيجية في المنطقة، الراهنة والمحتملة، فمن جهة سمحت لشركات إسرائيليّة وأميركيّة بالتنقيب عن النفط، على الرغم من أنّ القانون الدوليّ يعتبر الجولان منطقة مُحتلّةً، ومن جهة أخرى تعقد الحكومة الإسرائيلية جلساتها في الجولان، كما لو أن هذه الهضبة باتت امتدادا لإسرائيل.

المعلق السياسي لصحيفة «ميكور ريشون» اليمينية أريي كهانا كتب في مقال له بعنوان: «يتسهار مقابل بوشهر» مطالبا الرئيس الأميركي بالإقدام على خطوة ضم هذه الأراضي للدولة العبرية كتعويض لها عن الاتفاق النووي الإيراني.

النظام السوري الذي ضيع وقتا طويلا تاركا الدولة العبرية تستلذ بتفاح الجولان الشهي وأراضيها الخصبة وتزرع فيها وتحاصر سكانها بالتهجير، بل وتمنحهم هوية إسرائيلية مؤقتة، بل وتصدر بعض ما تزرعه، أضاع الجولان، فالحكومة الإسرائيليّة، صارت تعقد جلسة بكامل أعضائها، في الجولان المحتل، وعلى طاولة البحث بند أساسي: كيف نجعل الجولان جزءا أساسيا من الدولة العبرية، وكيف نوظف الحاصل في المنطقة لأجل ابتلاع المزيد من الأراضي.

الأمر يبدو خطيرا، بل ويفضي إلى هواجس بأن ما يدور في المنطقة مجرد فصول، هي مقدمات لتوالٍ، تدركها تل أبيب وتخطط لها، وربما لا يدركها آخرون.



بقلم : حبشي رشدي

copy short url   نسخ
22/04/2016
482