+ A
A -
هرولة دولية غير مسبوقة صوب طرفي البحر الاحمر الشمالي والجنوبي، فاميركا من جانبها تسعى إلى قاعدة عسكرية في النقب الاسرائيلي، والمبرر: حماية اسرائيل من هجمة إيرانية محتملة، لترسم هذه القاعدة إضافة إلى قاعدتها في جيبوتي خطا استراتيجيا بطول البحر الاحمر.

الروس ايضا يحاربون في سوريا، وبين اهداف حربهم تأمين قاعدتهم على الشواطئ السورية المطلة على المتوسط، فضلا عن ذلك هم يسعون مجددا إلى قاعدة لهم في القرن الافريقي قد تكون في الصومال، اوفي اريتريا أو في اثيوبيا التي كانت تسمى في السبعينيات «كوبا القرن الافريقي»، حيث كان يحكمها نظام ماركسي.

في جيبوتي زحمة قواعد عسكرية، حيث توجد قاعدة أميركية واخرى فرنسية وثالثة بريطانية ورابعة صينية قيد الانشاء.

البحر الاحمر ومدخلاه الشمالي والجنوبي تشهد، اذا، اهتماما دوليا غير مسبوق، قد يفسر بأنه بناء خط دفاع ثان لحماية منطقة الخليج العربي التي لن تبور اهميتها الاستراتيجية والطاقوية مهما انخفضت اسعار النفط، خاصة وان هناك خبراء يتحدثون عن ارتفاع متوقع لسعر برميل النفط إلى ما يتجاوز 120 دولارا مع مطلع العام 2018، وهو ما سيعيد حركة الصادرات النفطية الخليجية إلى اوروبا لخطوطها التقليدية، بعدما كانت تسترخص طريق راس الرجاء الصالح.

وقد تفسر هذه الهرولة الدولية إلى قواعد عند طرفي الاحمر بانها نتاج لتحولات اقتصادية مرتقبة وكبيرة ومهمة في شمال وجنوب البحر الاحمر، حيث حفرت مصر فرعا آخر للقناة، وسيكون هناك جسر يربط السعودية ومصر ربطا بريا، ما يعني ان خطوط تجارية ستنقل تجارة اوروبا مع الخليج عبر هذا الجسر الذي سيختصر الزمن والمسافة من اوروبا إلى الخليج.

وهناك اهتمام غربي بتطوير اقتصادات جيبوتي التي ربما تسرق من الموانئ اليمنية أدوارها عند مدخل البحر الاحمر كنتيجة للحالة الأمنية المتردية في بلاد زرقاء اليمامة.



بقلم : حبشي رشدي

copy short url   نسخ
15/04/2016
507