ببساطة شديدة، أي علاقة تجعلك تشعر بالسوء بدلاً من جعلك إنساناً أفضل وأكثر سعادة ونجاحاً يمكن أن تصبح سامة مع مرور الوقت. هذا يعني أن العلاقات السامة يمكن أن توجد في أي سياق أو مكان تقريباً، حتى داخل منزلك نفسه إذا كنت تعيش برفقة أحدهم. فكيف تحدد ما إذا كانت العلاقة سامة أم لا؟
أي علاقة تنطوي على إساءة جسدية أو لفظية تصنف على أنها سامة بالتأكيد. لكن هناك علامات أخرى أكثر دقة لتحديد العلاقة المسمومة، منها:
1) أنت تعطي أكثر مما تُمنح، مما يجعلك تشعر بالاستنزاف والضعف.
2) تشعر أنك غير مدعوم أو يساء فهمك أو يحط من قدرك بشكل مستمر.
3) تشعر بصورة متواصلة بعدم الاحترام أو بأن احتياجاتك لا تتم تلبيتها.
4) تحس بالغضب أو الإرهاق أو الاكتئاب بعد التحدث أو القرب من الطرف الآخر.
5) تشعر أن عليك السير على كرتونة بيض دون أن تكسر أي واحدة منها، حتى لا تصبح هدفاً لسموم الشخص المقابل.
6) تهدر الكثير من الوقت والطاقة العاطفية في محاولة لإسعاد البعض، وتنقلب الأمور عليك دائماً بحيث تصبح أخطاء هؤلاء الأشخاص هي خطأك فجأة.
ليست كل العلاقات السامة مسيئة، لكن كل علاقة مسيئة هي سامة بالضرورة. بمعنى أنك ربما تكون على علاقة بشخص سلبي دائم التذمر الشكوى، لكنه لا يسيء إليك شخصياً، أو يحاول تجاوز الحدود وإهانتك وتحطيمك؛ فتلك ليست علاقة مسيئة بل مسمومة فقط. بينما إذا كنت تعرف شخصاً ينتقدك بأسلوب جارح باستمرار، ويحسدك إلى حد الغيرة القاتلة، ويحاول تحطيم إرادتك؛ فتلك علاقة مسمومة ومسيئة في الوقت ذاته – وهؤلاء يجب التخلص منهم فوراً!
على اختلاف الأشخاص الذين يبثون السموم، فمن الواجب أن تبتعد عن أي شخص يؤثر عليك بطريقة سلبية، إلا إذا كان إنساناً طيباً ضل طريقه ويحتاج المساعدة، حتى تبعد عنك كل مصادر التثبيط والإحباط، وتواصل تقدمك نحو أهدافك.
إن الأشخاص المسمومين يمكن أن يعرقلوا نجاحك، ويستنزفوا طاقتك، ويفقدوك الرغبة والحماسة للإنجاز. لهذا السبب ولعشرات الأسباب الأخرى ينبغي أن تنظف حياتك منهم قبل فوات الأوان.
كلنا نحلم بحياة ناجحة وسعيدة، وبعلاقات اجتماعية صحية. لكن قبل أن نفكر في تحقيق هذه الغاية ينبغي علينا أن نتخلص من كل الشوائب في حياتنا أولاً بما في ذلك الأشخاص المسمومين، حتى نكون على أرضية صلبة. فيما يلي 4 خطوات بسيطة لتنظيف حياتك من السموم:
1) اطرد من يكذب عليك: الصدق هو أساس العلاقات الناجحة، والكذب هو أساس فشلها. لهذا يتوجب عليك طرد أي شخص يواصل الكذب من حياتك نهائياً؛ لأن من لا يخبرك الحقيقة فهو يخفي نوايا وأغراضاً لا بد أن تضرك اليوم أو غداً، وبالتالي فعلاقتك به مسمومة لن تحسن حياتك الشخصية أو المهنية، بل ستعيق تقدمك.
2) اطرد من لا يحترمك: لا شيء أكثر أهمية من الاحترام في العلاقات الناجحة. اسأل أي شريكين سعيدين أو صديقين ناجحين عن سر نجاحهما، وسيخبرانك بأن احترام كل طرف للآخر هو عماد المحبة والصداقة الدائمة، والعكس صحيح. فاطرد أي شخص لا يحترمك؛ لأن من لا يحترمك لن ينفعك ولن يدعمك ولن يكون سنداً لك.
3) اطرد من يستغلك: إن من لا هم لهم سوى استغلالك والانتفاع منك لن يفيدوك بشيء؛ لأن علاقتهم بك قائمة على مبدأ المصلحة لا على أساس الاحترام والمحبة. إذا كان لديك ما تقدمه لهم أتوك زحفاً، وإذا لم يكن لديك ما تمنحه لهم انفضوا عنك دهراً. فاطرد كل مستغل نرجسي، وأحط نفسك بأصحاب القلوب النقية والأيادي البيضاء الذين يغمرونك بالمحبة والعطاء.
4) اطرد من يحبطك: كيف يمكن أن تقوم علاقة صحية بين شخصين يحبط أحدهما الآخر؟! بالتأكيد لن تقوم بحكم أن العلاقة الصحية تقوم على مبدأ الدعم المتبادل، وتشجيع الطرف الآخر، لا على تثبيط عزيمتك وتحطيم ثقتك بنفسه.
من يحبك فعلاً لن يدخر جهداً في سبيل دعمك وتحفيزك، ومن لا يحبك سيسعى جاهداً لإحباطك. وإن كان البعض يحبطونك بسلبيتهم الذاتية فحسب، فابتعد عنهم طالما أن الكلمة الطيبة لا تنفع معهم والنصيحة لا تجدي نفعاً، وأحط نفسك بدائرة من الأشخاص الداعمين الذين يشجعونك باستمرار، ويدفعونك لتقديم المزيد.
