+ A
A -

الاستعراض السنوي الذي ينظمه الشباب تلقائيا في شهر رمضان من كل عام بالسيارات الكلاسيكية والدراجات النارية قبل الإفطار، أضحى يمثل عادة شعبية جميلة استهوت الكثيرين، إلى حد لم يعد هذا الاستعراض يتوقف على السيارات ذات الموديلات القديمة فقط، ولكن تداخل بينها السيارات الحديثة المميزة والموديلات النادرة، تعبيرا عن التمسك بالأصالة التي يرمز لها قِدَم الموديلات مع الأخذ بأساليب الحياة الحديثة التي يرمز إليها العناية الكاملة بكل أجزاء السيارة.

وقامت «الوطن » برصد فعاليات هذا الاستعراض السنوي، والجديد فيه هذا العام إنه انتقل من كورنيش الدوحة إلى درب لوسيل، المنطقة الحديثة التي شهدت فعاليات مكثفة، خلال إقامة منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم في الدوحة 2022، في خطوة الهدف منها بقاء فعاليات هذه البطولة حاضرة في الأذهان، والاستفادة منها حتى في مثل هذه الهوايات التي ليست ببعيدة عن الرياضة وحب الوطن، خصوصا أن درب لوسيل يعد الآن معلما جاذبا لجميع الزوّار من خلال حداثته وطرازه المعماري الديكورات والمجسمات، وما أقيم فيه من مواكب وفعاليات وعروض على الشاشات، وعروض استعراضية متنوعة وقت بطولة كأس العالم.

وأكد المشاركون في موكب الاستعراض لـ «الوطن » أن الهدف من نقل موكب الاستعراض إلى درب لوسيل، أن يظل الجمهور على صلة بالتميز الذي حققته قطر في تنظيم المونديال، سواء كان على مستوى المنافسات داخل المستطيل الأخضر، أو على مستوى أنواع الفعاليات الثقافية التي أقيمت مصاحبة للمنافسات، وأيضا يوجد هدف آخر هو قضاء أوقات جميلة خلال الشهر الفضيل وبصحبة الأطفال، والالتقاء مع بعضهم البعض، والسير في مجموعات أو فرادى ملتزمين بقواعد المرور تجنبا لأية حوادث سير، والحفاظ على هذه الهواية الممتدة منذ عدة سنوات.

وكعادة المشاركين في هذا الموكب اليومي الالتزام بالنظام على أعلى مستوى، فالسيارات ذات الموديل الواحد تسير معا وكذلك السيارات ذات اللون الواحد والمتشابهة في التصميم، والسيارات المكشوفة كل فئة منها تكون معا، واستعدادا لهذا الاستعراض كما أكد المشاركون يحرص أصحاب السيارات الذين ينوون المشاركة في هذه الهواية على إجراء الصيانة اللازمة لها قبيل الشهر الفضيل كي تدخل الكرنفال في أبهى حلتها، وفي حالتها الأولى البدايات كان الأمر مقتصرا على أعداد قليلة لكن الآن دخلت السيارات بأنواعها الكلاسيكية منها والرياضية، بجانب الدراجات النارية.

وبعض هذه السيارات مكشوفة السقف اصطحب أصحابها أطفالهم معهم لإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم يبادلون المارة التحية، وآخرون يلوحون من داخل السيارة، حيث جرت العادة أن يسير هذا الموكب سيرا بطيئا ليتمكن المشاركون فيه من تبادل التحية مع الجمهور الذين يصطفون لتحيتهم أو الذاهبين إلى بيوتهم وأعمالهم.

ويحب بعض المارة ممن يرتادون المكان الوقوف لحين مرور الموكب من أجل الفرجة، وتبادل أطراف الحديث مع المشاركين والثناء على الالتزام بآداب الطريق وعدم إعاقة السير.

ورصدت «الوطن » أن السيارات المشاركة في الاستعراض تلتقي عند مدفع الإفطار، حيث يتجمع كثير من المواطنين هناك، وقد جرت العادة أن تحرص كثير من الأسر على اصطحاب أطفالهم قبيل المغرب إلى موقع مدفع الإفطار، وهي زيارة جميلة يحب الأطفال مشاهدة استعداد وتجهيز المدفع للانطلاق إيذاناً بحلول وقت المغرب وانتهاء وقت الصيام، وبعدها يتوجهون إلى البيوت لتناول وجبة الإفطار، وهو مظهر مألوف من مظاهر الشهر الكريم، لذلك تحرص الدولة على وجود مدفع الإفطار في أكثر من موقع وعلى سبيل المثال لا الحصر في منطقة لوسيل وكتارا وسوق واقف وسوف الوكرة وسوق الميناء، وهذا المشهد الرائع يتكرر كل يوم طوال شهر رمضان.

copy short url   نسخ
26/03/2023
165