+ A
A -
جريدة الوطن

استضافت سلسلة المحاضرات المتخصصة في وايل كورنيل للطب - قطر خبيرين بارزين ناقشا أحدث الابتكارات في عمليات زرع الكُلى واستخدام الموجات الصدميّة في معالجة الإصابات العضلية- العظمية لدى الرياضيين.

وقد تحدّث الدكتور عيسى أبو حليقة، خرّيج وايل كورنيل للطب – قطر – دفعة 2011، استشاري أمراض وزرع الكُلى في مؤسسة حمد الطبية، عن تطوّر تقنيات زرع الكُلى والاستراتيجيات المتبعة لتوسيع قاعدة المتبرعين بها. ويشغل أيضاً منصب مدير برنامج زمالة أمراض الكُلى والمدير المشارك لبرنامج إقامة أطباء طب الباطنة في مؤسسة حمد الطبية، والأستاذ المساعد للطب الإكلينيكي في وايل كورنيل للطب - قطر.

وأشار الدكتور أبو حليقة إلى أن معدل بقاء الطُعم الخيفيّ الكُلوي على قيد الحياة لمدة عام واحد قد تحسّن من أقلّ من 50 % في ستينيات القرن العشرين إلى أكثر من 90 % اليوم. وبالمثل، تراجعت معدلات الرفض الحادّ للكُلية المزروعة من أكثر من 80 % إلى نحو 10% خلال الفترة المذكورة. وقال إنّ تحسّن المعدلين يعود إلى حد بعيد إلى تطوير علاجات دوائية للتعامل مع الاستجابة المناعية لجسم الإنسان.

صحيح أن تحسّن معدل نجاح عمليات زرع الكُلى خبر جيد، إلا أن عدد الكُلى المطلوبة ما زال يفوق بكثير العدد المتبرع بها، وهو ما يتسبّب بالعديد من الوفيات المبكرة كلّ عام. وأحد الأفكار المبتكرة الناجحة هو ما يُعرف باسم نموذج التبرع بالتبادل، ويُقصد به أن يُختبر المتبرعون غير المتطابقين مع أحبائهم مقابل متبرعين آخرين إلى أن يتم التطابق في الاتجاهين. ومن الممكن أيضاً إنشاء سلسلة أطول من الثنائيّين المتعدّدين، وهو ما يوجد بالفعل شبكة تبادل مفيدة للجميع تعزز فرص العثور على ثنائيّين متطابقين. وقال الدكتور أبو حليقة إن معدل نجاح مثل هذه السلاسل قد يتعزّز كثيراً في حال انضمام متبرعين بالإيثار إلى المجموعة، وهم أشخاص يتبرعون بالكُلى لغرباء لا يعرفونهم.

وثمة طرق أخرى لزيادة عدد الكُلى المتبرّع بها تشمل البرامج الحكومية التي تجعل من السهل الانضمام إلى برامج التبرع بالأعضاء، والحملات العامة في جميع أنحاء البلاد، وبرامج الانضمام إلى المتبرعين التلقائيين بعد الوفاة مع الإبقاء على خيار الانسحاب في أي وقت، حيثما كان ذلك متوافقاً مع الثقافة السائدة في بلد ما.

وفي محاضرة منفصلة، تحدّث الدكتور آدم تينفورد الأستاذ المشارك في كلية طب هارفرد ومدير برنامج العلاج بالموجات الصدميّة وطب رياضات الجري في مستشفى سبولدينغ لإعادة التأهيل في بوسطن، عن الشواهد الراهنة التي تدعم استخدام العلاج بالأشعة الصدميّة في علاج الإصابات العضلية-العظمية.

وشرح الدكتور تينفورد، في محاضرة بعنوان «أوجه التقدم في الموجات الصدميّة لعلاج الإصابات العضلية- العظمية عند الرياضيين»، كيفية تطبيق المعرفة التقنية في الممارسة الإكلينيكية. واستعرض كيف أن الإصابات العضلية- العظمية شائعة بين الرياضيين، وغالباً ما يصعب علاجها وتكرر مراراً. ويتمثل العلاج بالموجات الصدميّة في توجيه موجات صوتية منخفضة الطاقة إلى الأنسجة المصابة لتحفيز عمليات الشفاء الطبيعية للجسم وتفتيت الأنسجة النّدبية، وهو أحد الخيارات العلاجية المفضلة لطبيعته غير الجراحية، وكذلك لإمكانية إجراء العلاج بالموجات الصدميّة في العيادات الخارجية، وثمة شواهد بحثية تدعم استخدامه.

في البداية، كانت أجهزة العلاج بالموجات الصدميّة ضخمة، واستلزمت التخدير بإحصار العصب وفي الغالب التوصية بعدم الحركة، إلا أن الأجهزة الحديثة لا يتجاوز حجمها حجم الحواسيب المكتبية، وهي سهلة النقل ولا تستلزم الحاجة إلى التخدير بإحصار العصب أو عدم الحركة لفترة طويلة. وقد أثبت هذا العلاج فعاليته مع الكثير من الحالات والإصابات، منها اعتلال وتر العرقوب، واعتلال العضلة المأبضية القريبة، ومتلازمة ألم المدور الكبير (التي تؤثر في الورك و/‏أو الفخذ و/‏أو الأرداف)، والتهاب الوتر الطنبوبي الخلفي، ومتلازمة التوتر الوسطي لعظم الساق الأعظم، والتهاب اللفافة الأخمصية، وعدد آخر من الإصابات والحالات.

وقد نالت المحاضرتان الاعتمادين من إدارة التخصصات الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة القطرية ومن مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة.

copy short url   نسخ
26/03/2023
35