+ A
A -
ظاهرة الاشادة بخدام إسرائيل وسياستها سواء من الحكام العرب أو قيادات السلطة الفلسطينية في وسائل الإعلام الإسرائيلية تجاوزت كل الحدود، ورغم مناشدة هؤلاء للسلطات الإسرائيلية أن تكف عن الاشادة بهم حتى لا تسبب لهم الحرج بين شعوبهم إلا أن الأمر تجاوز كل الحدود وأصبحت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية تنشر كل يوم المقالات والعناوين والموضوعات التي تؤكد أن إسرائيل تعيش عصرها الذهبي بفضل التعاون والدعم والخدمات التي تقدمها السلطة الفلسطينية والحكام العرب للكيان الصهيوني، ولأن ما بعد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية أصبح مقلقا إلى حد كبير بالنسبة للإسرائيليين فإن الحديث عن مستقبل الضفة الغربية تجاوز حدود التكهنات إلى السيناريوهات حيث تطرح ثلاثة سيناريوهات لمرحلة ما بعد محمود عباس الأول ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الأحد الماضي أن قادة «حزب البيت اليهودي» يعكفون الآن على طرح تشريع على الكنيسيت يقضي بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل تماما مثلما أعلن نتانياهو عن أن الجولان ستكون إسرائيلية إلى الأبد ومن ثم تتحول أجهزة أمن السلطة إلى أجهزة أمن إسرائيلية رسمية، السيناريو الثاني هو إبقاء السلطة كما هي كضامن لأمن إسرائيل في الضفة على أن يكون رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج هو البديل لمحمود عباس لاسيما وهو يوصف بأنه رجل إسرائيل الأول في السلطة وقد نشرت تقارير كثيرة عن فساده الإداري والأخلاقي وتسليمه الكثير من قيادات المقاومة إلى إسرائيل ولا يتورع عن القيام بأي مهمة توكل إليه من إسرائيل، وهذا السيناريو يمكن أن يحطم أحلام محمد دحلان صاحب الطموح القوي في العودة للضفة أو تولي أية مسؤوليات كما يحلم، أما السيناريو الثالث وربما يكون الأكثر ترجيحا هو ضم الضفة الغربية إلى الأردن وإغلاق ملف المستوطنات والدولة الفلسطينية وغيرها ويشير المراقبون إلى أن التغيرات الهائلة التي أجراها ملك الأردن في التشريعات والقوانين مؤخرا بحيث أصبحت سلطاته شبه مطلقة هي تمهيد مباشر لهذا السيناريو الذي يبدو أن إسرائيل والغرب يؤيدونه بقوة بحيث تبقى القبضة الأمنية قوية على الضفة بينما تتبع الضفة الأردن في الأمور الإدارية وغيرها ويمكن هذا إسرائيل من أن تضع يدها على القدس بالكامل وكذلك كل المناطق التي تقع فيها المستوطنات وأن يكف الجميع عن الحديث عن الدولة الفلسطينية أو إزالة المستوطنات، وهنا يتم السماح بازدواج الجنسية الفلسطينية والأردنية حيث تعود الضفة أو ما تبقي منها إلى ما كان عليه الوضع قبل 5 يونيو عام 1967، هذه هي السيناريوهات التي تتداول الآن بشأن مستقبل الضفة الغربية وهي تدور في إطار الخرائط التي يتم صياغتها للمنطقة كلها فالأمر لا يقتصر على سوريا والعراق ولكن في زحمة الحديث عن سوريا والعراق هناك الكثير يجرى ترتيبه في الغرف المغلقة مع غفلة العرب وغفوتهم .



بقلم : أحمد منصور

copy short url   نسخ
03/05/2016
475