بروكسل- الأناضول- رحب الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية تحميله مسؤولية «الترحيل القسري» لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.
وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه إيرماك، على تلغرام إن المذكرة «ليست سوى البداية».
وبدوره، اعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قرار الجنائية الدولية دليلا على «العدالة القائمة».
وقال على تويتر: «أشيد بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف بحق فلاديمير بوتين وماريا لفوفا بيلوفا، مفوضته المكلفة بشؤون الطفولة»، مؤكدا أن «المجرمين الدوليين سيحاسبون على سرقة الأطفال وجرائم دولية أخرى».
وعلى هذا النحو، أثنى جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، على قرار الجنائية الدولية.
وقال على تويتر: «إصدار مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جريمة حرب، تتمثل في الترحيل غير القانوني ونقل الأطفال من أوكرانيا إلى روسيا هو بداية عملية المساءلة».
وشدد على أن التكتل الأوروبي «يدعم عمل المحكمة الجنائية الدولية»، وجميع القرارات التي تضمن «عدم الإفلات من العقاب».
والجمعة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين، إضافة إلى أخرى استهدفت بيلوفا، مفوضة شؤون الطفل في الكرملين.
وقالت المحكمة في بيان، إن مذكرة التوقيف صدرت باعتبار بوتين «مسؤولا عن جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني للأطفال من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى روسيا»، وهو ما رفضته موسكو واعتبرته «غير قانوني ولا يمثل شيئا بالنسبة لها».
وأضافت الجنائية الدولية (مقرها مدينة لاهاي في هولندا)، أن «الجرائم» المشار إليها ارتكبت على الأقل اعتبارا من 24 فبراير/ شباط 2022.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن جرائم حرب محتملة في أوكرانيا «مبررة».
وأضاف بايدن، في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، إن المحكمة الجنائية الدولية غير معترف بها من قبل بلاده، إلا أن خطوتها «تعتبر نقطة قوية للغاية».
وأكد الرئيس الأميركي أن «بوتين ارتكب جرائم حرب بشكل واضح».
وفي السياق نفسه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان: «لقد رأينا جميعًا جرائم الحرب والفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية منذ بداية هذه الحرب»، حسب شبكة «سي إن إن».
وأضاف أن «قرارات الولايات المتحدة فيما يتعلق بجرائم الحرب والفظائع في أوكرانيا منفصلة عن قرارات المحكمة الجنائية الدولية المستقلة بشأن المسائل المعروضة عليها، حيث إن المحكمة تنظر في نهاية المطاف في أدلة المدعي العام».
وأكد أن بلاده خلطت إلى أن «القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا».
وقالت أدريانا واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إنه لا شك بأن روسيا ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا، مؤكدة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها للأناضول، حول إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الناطقة الأميركية أضافت أنه ما من شك في ارتكاب روسيا جرائم حرب ومظالم في أوكرانيا، مردفة: «نحن واضحون جداً في أنه من الضروري محاسبة المسؤولين عن ذلك».
من جانب آخر حذر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، من اقتراب العالم من حرب عالمية ثالثة، مشيرا إلى أن قرار الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يظهر عدم خشية الدول الغربية من تصعيد محتمل للأزمة الأوكرانية».
وقال فوتشيتش، في تصريحات، «أخشى أن نكون غير بعيدين عن بداية الحرب العالمية الثالثة»، مشددا على أن هدف سلطات بلاده هو «الحفاظ على الوطن، وأن مهمته إنقاذ أرواح شعبه عندما يموت المئات».
واعتبر أن «لا نهاية لهذا الجنون»، مضيفا أن «الأمر كان على هذا النحو من قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية.. وأخشى أن يكون هذا هو الوضع الآن».
وأشار إلى أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال بوتين «يظهر أن الدول الغربية لا تخشى تصعيدا محتملا للنزاع في أوكرانيا»، مضيفا "بهذا القرار أظهر الغرب أنه سيصل إلى النهاية.
وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصل إلى شبه جزيرة القرم، أمس السبت، في زيارة بمناسبة الذكرى التاسعة لضمها إلى روسيا.
وعرض التليفزيون الرسمي مقطعاً قصيراً يظهر بوتين مرتدياً ملابس غير رسمية، ويسير برفقة مجموعة من المسؤولين، وتعهّد ببث مزيد من التفاصيل خلال فترة وجيزة.
