+ A
A -
هل يصدق أحد أن فرنسا التي ستجرى فيها الانتخابات الرئاسية بعد أيام يجتمع فيها مسلمو أوروبا ليقرروا مصيرهم ومستقبلهم وانتقالهم من مرحلة الإيمان إلى مرحلة المواطنة والعمل في الوقت الذي يقف فيه كثير من المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية ضد الوجود الإسلامي ليس في فرنسا فقط وإنما في أوروبا واعتبار المسلمين خطرا ديمغرافيا يهدد هوية أوروبا المسيحية؟ بل ان المرشح اليميني فرانسوا فيون قال إن احد اهم قراراته التي سيتخذها بعد انتخابه رئيسا هو حظر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا ومنع نشاطه أما المرشحة المتطرفة جان ماري لوبان فلم تنتظر الانتخابات وإنما طالبت من الآن بغلق الاتحاد ومنع مؤتمره السنوي من الانعقاد .
والمؤتمر السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا يعقد سنويا منذ أربعة وثلاثين عاما في باريس ولأنه يعتبر التجمع الأكبر في فرنسا بشكل عام فلم يجد منظمو المؤتمر مكانا يمكن ان يجتمع فيه مائة وسبعون ألف مسلم سوى مطار لوبورجيه الذي كان المطار الاساسي لباريس قبل إنشاء مطار شارل ديجول، ولا يزال المطار يستخدم لطائرات الرحلات الخاصة وأرضا للمعارض التي من أهمها المعرض الدولي لتقنيات الطيران الذي يعقد كل عامين ويعتبر الأكبر في العالم ، لذلك يقوم مسلمو فرنسا باستئجارالمطار كل عام منذ ثلاثين عاما لعقد مؤتمرهم السنوي الذي زادت اعداد المشاركين فيه من بضع مئات في البداية الى أن وصلوا الآن الى مائة وسبعين ألفا يأتون من كل فرنسا، فقد التقيت فيه مع مسلمين فرنسيين جاؤوا من بعد ستمائة كيلو متر من باريس لحضور المؤتمر علاوة على من جاؤوا من مدن أوروبية عدة.
وعادة ما يتم اختيار موضوع للمؤتمر تطرح فيه الموضوعات التي يتم نقاشها، وكان النقاش هذا العام حول فاعلية المسلمين في المجتمع الأوروبي، ورغم ان المسلمين في أوروبا بشكل عام ليسوا على قلب رجل واحد إلا أن الصوت المسلم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية أصبح يلعب دورا كبيرا في الترجيح، وكان هذا واضحا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الماضية حينما شارك مليون ومائتي ألف مسلم بأصواتهم ونجحوا في ترجيح كفة المرشح الاشتراكي فرانسوا أولاند على المرشح اليميني نيكولا ساركوزي وأعلن أولاند ذلك، كما أكد لي رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا عمر الأصفر انه التقى مع ساركوزي بعد اعلان نتائج الانتخابات ودار حوار بينهما قال له ساركوزي: أنا اعلم جيدا انكم انتم المسلمون قمتم بالتصويت لأولاند وانه نجح بأصواتكم. وهذا يؤكد انه رغم عزوف معظم المسلمين عن المشاركة السياسية في الانتخابات سواء في فرنسا أو معظم أوروبا إلا أن الصوت المسلم تحول من مجرد أن يكون صوتا هامشيا الى أن يصبح صوتا أصيلا مؤثرا، بل ويلعب دورا في ترجيح كفة أي مرشح رغم ما يعانيه المسلمون من عنصرية واتهامات وتهميش وقد سألت عمر الأصفر لمن سيصوت المسلمون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد أيام، فقال: نحن لا نوجه أصوات المسلمين لمرشح بعينه ولكننا نقول للجميع صوتوا لمن يحقق مصالحكم، فالمسلمون لهم مصالح وسوف يصوتون لمن سيحقق مصالحهم من المرشحين.
بقلم : أحمد منصور
والمؤتمر السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا يعقد سنويا منذ أربعة وثلاثين عاما في باريس ولأنه يعتبر التجمع الأكبر في فرنسا بشكل عام فلم يجد منظمو المؤتمر مكانا يمكن ان يجتمع فيه مائة وسبعون ألف مسلم سوى مطار لوبورجيه الذي كان المطار الاساسي لباريس قبل إنشاء مطار شارل ديجول، ولا يزال المطار يستخدم لطائرات الرحلات الخاصة وأرضا للمعارض التي من أهمها المعرض الدولي لتقنيات الطيران الذي يعقد كل عامين ويعتبر الأكبر في العالم ، لذلك يقوم مسلمو فرنسا باستئجارالمطار كل عام منذ ثلاثين عاما لعقد مؤتمرهم السنوي الذي زادت اعداد المشاركين فيه من بضع مئات في البداية الى أن وصلوا الآن الى مائة وسبعين ألفا يأتون من كل فرنسا، فقد التقيت فيه مع مسلمين فرنسيين جاؤوا من بعد ستمائة كيلو متر من باريس لحضور المؤتمر علاوة على من جاؤوا من مدن أوروبية عدة.
وعادة ما يتم اختيار موضوع للمؤتمر تطرح فيه الموضوعات التي يتم نقاشها، وكان النقاش هذا العام حول فاعلية المسلمين في المجتمع الأوروبي، ورغم ان المسلمين في أوروبا بشكل عام ليسوا على قلب رجل واحد إلا أن الصوت المسلم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية أصبح يلعب دورا كبيرا في الترجيح، وكان هذا واضحا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الماضية حينما شارك مليون ومائتي ألف مسلم بأصواتهم ونجحوا في ترجيح كفة المرشح الاشتراكي فرانسوا أولاند على المرشح اليميني نيكولا ساركوزي وأعلن أولاند ذلك، كما أكد لي رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا عمر الأصفر انه التقى مع ساركوزي بعد اعلان نتائج الانتخابات ودار حوار بينهما قال له ساركوزي: أنا اعلم جيدا انكم انتم المسلمون قمتم بالتصويت لأولاند وانه نجح بأصواتكم. وهذا يؤكد انه رغم عزوف معظم المسلمين عن المشاركة السياسية في الانتخابات سواء في فرنسا أو معظم أوروبا إلا أن الصوت المسلم تحول من مجرد أن يكون صوتا هامشيا الى أن يصبح صوتا أصيلا مؤثرا، بل ويلعب دورا في ترجيح كفة أي مرشح رغم ما يعانيه المسلمون من عنصرية واتهامات وتهميش وقد سألت عمر الأصفر لمن سيصوت المسلمون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد أيام، فقال: نحن لا نوجه أصوات المسلمين لمرشح بعينه ولكننا نقول للجميع صوتوا لمن يحقق مصالحكم، فالمسلمون لهم مصالح وسوف يصوتون لمن سيحقق مصالحهم من المرشحين.
بقلم : أحمد منصور