بدايات القصة القصيرة في قطر بدأت مرتبطة بالتعليم وبروز الصحافة المحلية حيث ظهرت مجلة العروبة عام 1969؛ لتتوالى بعد ذلك العديد من الصحف والمجلات التي كانت حافزًا لظهور فن القصة القصيرة.
كان للصحافة أهمية كبرى لبروز ونشر الوعي بكافة الفنون الأدبية والمعرفية آنذاك، حيث كانت المتنفس الوحيد للكاتب لإظهار مواهبه وإبراز شخصيته.
وكان القارئ ينهل من ذلك الفن ليشبع توقانه للقراءة، ومعرفة أدباء وطنه، ولا يغيب عن أذهاننا صدور بعض النشرات التي عنت بفن القصة القصيرة، إلا أن البدايات كانت متواضعة من حيث المستوى الفني حيث لا تخرج عن الوعظ والإرشاد والدعوة إلى مكارم الأخلاق إضافة إلى السرد الحكائي المباشر؛ ليطغى الهدف والفكرة على الجانب الفني. من تلك النشرات «المشعل» ومجلة أخبار شركة نفط قطر، مثل قصة اليتيم للكاتب عيسى منصور وكان ذلك عام 1960.
ومن الملاحظ في تلك الحقبة من الزمن افتقار القصص للجانب التصويري والخيال والجوانب الجمالية المعروفة.
إلا أن التحول الأكبر كان بظهور مجلة الدوحة، وما تبعها من نشرات ودوريات لتتضح بذلك ملامح القصة القصيرة في قطر.
ومن أبرز النقاد الذين تحدثوا عن بدايات القصة القصيرة الناقد محمد عبد الرحيم كافود الذي كان أكثر تحديداً للحقبة التي ظهرت فيها القصة في قطر فيقول: لعل أولى المحاولات لكتابة القصة القصيرة في قطر كانت تلك المحاولات التي بدأها الأستاذ / يوسف عبدالله نعمة رئيس تحرير مجلة العروبة في أواخر الستينيات ومن خلال النشر والكتابة بالصحافة استطاع إصدار مجموعته(بنت الخليج) عام 1962 و(لقاء في بيروت) عام 1970 و(الولد الهايت) عام 1971.
وعلى الرغم من ظهور تلك المجموعات من القصص القصيرة إلا أنها كانت تفتقر للفن وتغط في المباشرة والخطاب والإخبار، وافتقارها كذلك للوحدة العضوية، والأهم من ذلك عدم اهتمام الكاتب ربط قصته ببيئته المحلية في مشاكلها وعادتها وتقاليدها، أي أن القصص لم تخرج عن محاكاة كتاب الوطن العربي الآخرين في ذلك العصر خاصة الكتاب المصريين الكبار مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغيرهم... والمعروف أن الكاتب ابن بيئته، لكن يبقى الكاتب عيسى منصور المحرك لحث جيل الشباب من الكتاب خوض التجربة، بل ومنافسة الغير أيضًا.
بدأت القصة القصيرة في قطر بالنهوض في فترة السبعينيات، وساعد احتكاك الكتاب والصحفيين الوافدين بالكتاب القطريين على هذا التطور والتغيير في بنية القصة القصيرة ومواكبة التطور.
ثم اتضحت معالم القصة القصيرة في قطر سواء بالرؤية الإنسانية أو الارتباط الوثيق بالبيئة وكذلك البعد الفني والواقعي ومن حيث السرد القصصي، والمعالجة وتطور الموضوعات والقضايا ورصد الواقع المعاش بكل حذافيره.