+ A
A -
منال عمر عبده كاتبة سودانية

من الصعب على شخص آخر غيري أن يعرف عمق الخوف الذي أعانيه، وذلك لسبب بسيط هو أنه ليس أنا، بالآخر سعداء أولئك الذين لا يملكون شيئاً يستحقّ أن يوصِدوا عليه الأبواب بالأقفال. إن كنت ترغب في التغلّب على العالم بأسره، تغلّب على نفسك. فسوف تحترق، وستخبو، وستُشفى وتقف على قدميك من جديد.

لذا من الصعب أن تجد شخصا ليس له مخاوف أو سيناريوهات لهذه المخاوف أو محاذير أو حسابات، فكل إنسان بمجرد وعيه وتحمله مسؤوليته يبدأ بعمل حساباته وتكوين مخاوفه كما يكون آماله وأحلامه...

الخوف هو أحد المشاعر السلبية التي تنتاب الإنسان وهذا شيء طبيعي ولكن متى يؤثر؟ يؤثر عندما تأخذ الاتجاه الأغلب في تفكيرنا فتؤثر في حياتنا واستمراريتها...

إن الخوف يستنزف القوة ويجعلك دائما في حالة من التوتر والقلق، وهذا ما يمنعك من مواكبة متغيرات الحياة، فحطم قيود خوفك باستمرار وتذكر دائما أنه يجب عليك أن تقاتل وتتعب حتى تتمكن من خلق واقع أفضل من الواقع الذي نعيشه...

إن التغلب على مخاوفك يعد إحدى وصفات النجاح والسعادة للانسان، فتعزيز الثقة بالنفس والابتعاد عن مثيرات الخوف ومسبباته وتغيير نظرتنا لهذه المسببات... وتحويلها لأشياء إيجابية...

كما أن من ضمن العوامل التي قد تزيل المخاوف ممارسة الرياضة، فهي تخلصنا من المشاعر السلبية وتجدد الطاقة والأفكار الإيجابية وتبعث التفاؤل بداخلنا كما أن تعزيز الإيمان بالله والتقرب منه أكثر عامل يمكن أن يحجم مخاوفنا التي بداخلنا...

من الجيد وضع مخاوفنا في قالب مناسب ونمنحها حجمها الطبيعي تفاديا لعدم سيطرتها علينا كما أن وجودها في حجمها الطبيعي هو جزء كبير في إقناع النفس بأن ما نشعر به ليس سوى وهم كبير بداخلنا....

أن تملأ وقتك بأهداف تبعد نفسك عن الوحدة هو من أبرز مظاهر نجاح التخلص من المخاوف، فالفراغ يؤدي إلى ذهاب التفكير لأشياء في اعماقنا ونستدعيها ونضخمها حتى نملأ بها الفراع الذي نعاني منه...

إن الخيال يمكن أن يخلصنا من مخاوفنا وقلقنا حين يعتبر أداة مقيدة لنا بشكل لا يصدق، حيث يمكن تهدئتنا خلال الأوقات الصعبة فهو يعطينا القدرة على وضع سيناريوهات مختلفة بإمكانها بعث الطمأنينة إلى نفوسنا..

إن ما نتخيله له أثر على عقولنا وأجسادنا بطرق ملموسة انه يبدو حقيقة بالنسبة لعقولنا شأنه شأن التجارب الحقيقية.

اكتشف الباحثون أن نشاط الدماغ كان متشابها عند سماع ذلك الصوت المخيف فعلا وأولئك الذين تخيلوا سماعه فقط.

إذن النتيجة أنه لم يكن هناك اختلاف كبير بين التعرض الحقيقي للتهديد وتخيله على مستوى الدماغ بأكمله...

فقد أورد أحد الباحثين أن الذين يتمتعون بمخيلة حية على نحو خاص قد يستفيدون أكثر من التلاعب بالذكريات السيئة في حين قد لا يلمس تكوين مخيلاتهم اقل نشاط فرقا كبيرا...

لمواجهة مخاوفنا.. يجب أن نتوقع الأسوأ، فالتفكير هكذا سوف يعرضك لكثير من الخوف والهلع، ولكن كل ذلك سيزول من تلقاء نفسه .

لذا يجب علينا أن تسيطر عليك الواقعية في حياتك فأغلب مخاوفنا من صنع مخيلتنا.

copy short url   نسخ
18/03/2023
0