يتمتع الصومال بموروثِ ثقافي غنيّ بعادات وتقاليد خاصة بشهر رمضان الفضيل، الذي يحل بعد أيام.
ويقبل الصوماليون بشكل كبير على العبادات وفي مقدمتها صلاة التراويح، كما يحيون ليلة القدر بشكل خاص.
في السطور التالية، مظاهر مميزة لشهر رمضان الكريم في البلد الأفريقي.
تنتشر في عموم مساجد الصومال دروس دينية خاصة، تتعلق بتعليم أحكام الصيام والاستعداد الجيّد وتعزيز الصفح وصلة القرابة وأحكام العبادات.
وتعد الدروس الدينية الرمضانية التي تحظى باستقبال كبير من العادات الرئيسية قبل دخول الشهر.
كما تعقد الجمعيات الدينية والاجتماعية مسابقات قرآنية تتمتع بتنافسية كبيرة قبل حلول الشهر، أولاً لإحياء شهر القرآن، وثانياً بهدف اختيار الفائزين في تلك المسابقات لإمامة صلاة التراويح.
ومن المظاهر المميزة كذلك لشهر رمضان في الصومال، تزيين المساجد وتلوينها وزخرفتها وتغيير السجاد وتركيب أنظمة مروحيّة حديثة ومكيفات.
وتقليد آخر يجد مساحة واسعة، وهو لجوء الشركات إلى تعليق لافتات في الشوارع الرئيسية تحمل اسمها إلى جانب تهنئة بمناسبة قدوم الشهر، وأخذت تلك الظاهرة بعداً إعلانياً تتنافس فيه العلامات التجارية.
كما تنتشر الأعراس قبل حلول الشهر. ويُطلق على المرأة المتزوجة في هذا الموسم «فاطمة سونقاد»، وفاطمة اسم أصيل ما بين الصوماليات، و«سونقاد» مصطلح يعني «رمضان»، أي المرأة المتزوجة لأجل رمضان.
وتعقد المدارس مسابقات ثقافية تُذاع عبر قنوات الراديو والتليفزيون، غالباً ما تدور حول الوحدة الوطنية.
وتنتشر المبادرات الشعبية لمساعدة الفقراء والمحتاجين من أجل رسم البسمة على وجوههم.
وتستمر تلك الحملات خلال شهري شعبان ورمضان، وتشهد توزيع التمر والماء والمأكولات السريعة والخفيفة في شوارع العاصمة وقت الإفطار.
مصطلح صومالي، يعني إقامة بطولة رمضانية لكرة القدم بين الشباب «كأس رمضان»، وهي منتشرة في عموم الصومال.
تجمع البطولة خليطاً من الفرق يضم هواة كرة القدم ومحترفين في الدوري المحلي. تنطلق مبارياتها بداية الشهر وتنتهي مع ختام الشهر ويحصل الفريق الفائز على «كأس رمضان» مع جوائز مالية رمزية.
وتعد السمبوسة من ضرورات مائدة الإفطار. وتعدها ربات البيوت محشوة باللحم ومزيج خضراوات، وهي تلقَّب بـ«ملكة الإفطار».
أما الذرة الشامية المطحونة فتعتبر وجبة السحور الرئيسية، وهي الوجبة المفضلة بين الصوماليين مع حليب الإبل الطازج.
ويشتهر في الصومال صيام الأطفال، وهي ثقافة يزرعها أفراد الأسرة في نفوس الأطفال منذ الصغر للاعتياد على أداء الفريضة.
كما تشهد حركة تجارة المطاعم والفنادق الكبيرة تراجعاً حاداً خلال شهر رمضان، ويتم إغلاقها حيث تلاحق السلطات الأمنية، المحال المفتوحة.
وتنشط رياضة المشي الجماعي بعد الإفطار، إذ تشهد شوارع العاصمة مقديشو رياضة المشي الجماعي، بهدف حماية اللياقة البدنية.
وقد انحسرت عاد المسحراتي بشكل كبير مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة، لكنها ما زالت ثقافة متوارثة يحافظ عليها الصوماليون.
