+ A
A -
تحقيق آمنة العبيدلي

مع اقتراب شهر رمضان المبارك هيمنت الأجواء الإيمانية على المشهد العام، والناس يلتمسون من الله تعالى هذه الأيام أن يبارك لهم في شعبان ويبلغهم رمضان، ويتقبل منهم الطاعات من صيام وصدقات وصلوات وذكر لله وتسبيح، فيكثرون من الابتهال والدعاء إلى الله تعالى أن يغفر لهم ويحقق أمنياتهم، وفي الأسواق يقبلون على شراء نسخ من كتاب الله العزيز وسجادة جديدة للصلاة والسبح المصنوعة من الأحجار الكريمة وغيرها، كما يقبلون على شراء الأنواع الفاخرة من العطور والعود والبخور ذات الرائحة الجميلة؛ للتطيب بها في المجالس والبيوت والمساجد خلال صلاة العشاء والقيام، حيث إن التطيب بالعود والعطور في رمضان موروث شعبي.

وخلال جولة لـ «الوطن » في الأسواق كشفت أن معظم المشتريات تتعلق بالشهر الكريم، ورصدت إقبالا كبيرا على المحلات التي تخصصت في بيع السبح وسجاجيد الصلاة وأنواع العود والعطور، وحرصت على عرض تشكيلة متنوعة جديدة، زينت بها الواجهات لتجذب أنظار الزبائن، وبالفعل تستقبل هذه المحلات عشرات، بل مئات الزبائن من الجنسين كل يوم، حيث إن كل أنواع السبح مطلوبة والسيدات تفضل حجر اليسر.

نعرض تشكيلة جديدة من العطور

وواصلت «الوطن » جولتها في سوق العطور لتكتشف حقيقة أن ما يخطر وما لا يخطر على البال من أنواع العود والعطور والبخور معروض في السوق القطري، أصناف العود كلها موجودة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر عود كلمنتان، ماليزي، فيتنامي، موري، هندي.

ولا يسأل زبون عن أي نوع من العطور إلا ويجده متوفرا، وحرصت الأسواق على عرض أجود الأنواع التي تتسم رائحتها بدرجة ثبات قوية ولمدة طويلة، وتفوح هذه الرائحة الزكية في المكان كله.

وخلال الجولة تحدث أحد الباعة السيد محمد أرشد الذي يعمل في محل لبيع العطور قائلا: نحن نعرض تشكيلة جديدة من أنواع العود والعطور والبخور خصيصا لهذا الموسم، لأنها في المجتمع القطري ليست لمجرد التطيب ولكنها تراث وموروث شعبي، ممتد من الأجداد والآباء، لتعطير الملابس والبيوت والمجالس والمساجد، ويقدم الناس هذه الأنواع كهدايا قيمة لبعضهم، مؤكدا قيام المحل بعمل خلطات عبارة عن مزيج من مجموعة من الزهور ذات الرائحة الجميلة وتحظى بإعجاب الزبائن.

القطريون يحرصون على شراء أرقى العود

وفي محل آخر لبيع العود والبخور والعطور قال البائع جعفر محمد: في شهر رمضان المبارك تزداد نسبة بيع العود والعطور والبخور عنها في أي شهر آخر، والشعب القطري لا يشتري إلا الأنواع الفاخرة، وكل الأنواع التي لدينا أو في السوق عموما فاخرة ومرغوبة من الزبائن، سواء كانت العود الأزرق التي تستمر رائحته فترة طويلة أو عود الصندل أو العود الكمبودي أو عود الكلمنتان، وكذلك العود الصناعي الفاخر وبخور الجاوي، وهناك زبائن تفضل نوعا واحدا، ومن الممكن تجد زبونا واحدا يشتري كل الأنواع.

وأضاف قائلا: توجد خلطات نحن نقوم بتجهيزها حسب طلب الزبون، فالحمد لله جميع محلات بيع العود والعطور لديها من الخبرة ما يمكنها من تقديم خلطة جميلة من أفضل الزهور التي تستخدم في صناعة العطور.

سجادة ذكية في الأسواق

وفرت محلات بيع سجاجيد الصلاة تشكيلة كبيرة تناسب كل مختلف الأذواق، فالزبائن تختار بعناية الأنواع المبطنة بطبقة سميكة لتكون مريحة خاصة لكبار السن وقت الصلاة أو الجلوس لقراءة القرآن، وتحظى السجاجيد المصنوعة من القطيفة والشمواه بإعجاب الزبائن كونها ناعمة الملمس وبعضها بطبقة مخملية، ويوجد في الأسواق أيضا السجادة المصنوعة من الكتان.

وبما أنه لا يخلو بيت من عدد من السجاجيد لوحظ الإقبال الكبير على المحلات هذه الأيام فالزبون لا يشتري سجادة واحدة، وإنما أكثر من واحدة بحسب عدد أفراد الأسرة، من بين الزبائن من يشتري السجاجيد ذات المقاسات الكبيرة التي تتسع لأكثر من فرد، وأخرى مقاسات فوق المتوسط لفرد واحد، بالإضافة إلى المقاسات المعتادة، كما توجد سجاجيد ذات أحجام صغيرة للأطفال.

وكالمعتاد لوحظ أن سجاجيد الصلاة يتم زخرفتها بصور للمعالم الدينية، فمعظم السجاجيد في السوق القطري مزدانة بصور الكعبة والبيت الحرام والمسجد النبوي .. وخلال الجولة تم رصد عدد من الزبائن يبحثون عن سجادة الصلاة الذكية المزودة بمساعد صوتي وشاشة إرشادية.

رواج بيــع الســبـــح

وتشهد محلات بيع السبح رواجا كبيرا أيضا، لاستخدامها في الأناقة وفي نفس الوقت لاستغلال الوقت بها في التسبيح وذكر الله، ويقبل على شرائها الشباب وكبار السن وهي بالنسبة للبعض عادة وعبادة، واللافت للنظر وجود نوع من السبح يزيد عدد حباتها عن الـ 150 أو 200 حبة، ومثلها يستخدم في أذكار الصباح والمساء، وتوجد سبح عدد حباتها 99 حبة وأخرى 45 حبة وكذلك 33 حبة.

وتتراوح أحجام الحبة ما بين الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وكلها ناعمة الملمس وذات ألوان جذابة تضفي جمالا وأناقة تسر الناظرين.

«الوطن » تواصلت مع الباعة والزبائن لرصد أنواع السبح بحسب المادة المصنوعة منها، فهناك أنواع مصنوعة من خشب الكوك المأخوذ من شجر الجوز، وأنواع مصنوعة من حجر اليسر، ومن اللؤلؤ، والعاج، والفيروز، وخشب الصندل، والكهرمان، والعقيق، والياقوت وغير هذا من بقية الأحجار الكريمة، وتفنن الصناع في زخرفتها بلفظ الجلالة وبأسماء الله الحسنى، وبعضها مطعم بالذهب والفضة.

وفي عدد من المحلات تم عرض أطقم كاملة يشتمل الواحد منها على السبحة أو المسبحة ومعها قلم من إحدى الماركات المشهورة وطقم زرار للثوب من الفضة أو الذهب المرصع بالأحجار الكريمة.

نستورد حسب رغبة الزبائن

أما البائع جمال أحمد الذي يعمل في محل لبيع سجاجيد الصلاة فقال: نحن نبيع سجاجيد صلاة ومسابح، وهناك محلات تبيع السجاجيد فقط وأخرى تبيع السبح فقط، لكننا نبيع الاثنين والحمد لله السوق رائج، وعن المصادر التي يجلبون منها سجاجيد الصلاة، قال: الدول التي تصدر السجاجيد كثيرة منها تركيا وسوريا والصين، فالمستورد يطلب من المصانع في الدول التي يتعامل معها أن تنتج له الأنواع التي يستوردها محددا لها نوع القماش والتطريز والزخرفة، والمصانع تقوم بتنفيذ الطلبية، وحتى الآن جميع ما لدينا عليه طلب كبير.

copy short url   نسخ
15/03/2023
45