يستعد جاليري المرخية لإطلاق معرضه الجديد «سترة صفراء»، مساء اليوم بمقره في مبنى رقم 5 بكتارا، حيث يستضيف أعمال الفنان حيان منور ليحتفي بتجربته ورحلته الفنية، ويعرض أعمالًا تبرز تطور خبراته التشكيلية.
المعرض يتضمن مجموعة من الأعمال المميزة للفنان التشكيلي حيان منور والذي يتميز برسوماته التعبيرية والرمزية والسيريالية أحياناً والتي تنحو كذلك بإتجاه الواقعية طامحة في الكشف عن الأبعاد الكاملة لما ينشده منور بطريقة سهلة وبسيطة، عبر استخدام مجموعة من الشفرات الفنية. ويمثل التعبير المرئي لمنور استعراض مبهر لمجموعة متنوعة من المشاهد، والتي يقوم في الغالب أثناء عرضها بجعلها أشبه بمشاهد قصة يتم خلالها إلقاء الشخصيات من مسارها الأصلي إلى عوالم جديدة. وهو يهدف في استخدامه للتكرار إلى التسبب في تجلي حدث فوري يترك تأثيرًا عبر النسب والأبعاد المختلفة. وتتكون العناصر المتكررة في عمله من الواقع والذكريات الفردية وتستعرض الانتقال عبر الأجيال. ويلجأ منور أثناء إنجازه لعمل إلى تقنية تعتمد على المربعات والهندسة، حيث يتم تطوير الأجزاء المتكررة، من خلال فصل طبقات الشكل المركزي عن الخلفية. في كل تكرار، ويكون العمل الناتج موجودا من تلقاء نفسه، لكن الاستمرار في إنتاج عمل آخر يؤدي إلى ظهور سلسلة من الرموز مرة أخرى.
وعن أسلوبه في الرسم يقول منور: «الصور التي رسمتها ليست قاتمة. لقد اكتسبت لون السماء الزرقاء الصافية المطرزة بالغيوم البيضاء. إنها صورة مليئة بالصفاء التي تصل بسهولة إلى الروح مدعومة بالأمل»، وفي سلسلة «سترة سفراء» التي بدأها عام 2020، لأول مرة بشخصية طفل محاط بالسماء، أصبحت تتزاحم بها بعض من الأشكال الأخرى التي تحمل دلالات مختلفة، ويقدم بها حيان شفرات ليست عصية الفهم عن المتأمل لها.. فقد نجد سترة بقلنسوة صفراء وبيئة غير مألوفة بها أشياء تدل على الفقدان. وهذه الخسارة مرتبطة بالأرض والجثث في ظل النظام الاستيطاني في فلسطين المحتلة، حيث يتحول اللون الأصفر إلى صورة كامل يتخللها بعض المفردات، وبتجاورها معاً تقدم معنى محددا ومقصودا. خلال عمل منور في الحقل الإبداعي على مدار أكثر من 25 عاماً، أقدم بشكل مكثف على الوسائط المتعددة، واللوحات الكولاجية، حيث كانت البدايات تحت إشراف الفنانين بثينة علي وصفوان دحول، اللذين أثرا في أسلوبه ومجالاته الفنية حيث التجريد واللجوء كثيراً إلى التجريب، وفي عام 1999 شارك منور في ورش عمل في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية في سوريا ومنذ عام 2004، عمل منور في فنون الجرافيك الرقمية واللوحات الواقعية حتى اليوم. ومن المعارض المحلية التي شارك فيها، معرض فردي بعنوان حيان منور: جدار (2018) في الحي الثقافي كتارا، ومعرض جماعي أقيم بعنوان «لن نرحل» ضمن مهرجان أجيال السينمائي التاسع في سكة وادي مشيرب الدوحة.
