+ A
A -
لم أر في حياتي أجمل من تلك الضحكة:
صبي سوداني.. من ملامحه وملابسه، يبدو انه من عائلة على الكفاف. امتلأ بالفرحة في كل تقاسيم وجهه، وهو يضع على عينيه نظارة، صنعها من القصب!
ذلك كان، حلمه..
وحين كان النجم أقرب، صنع حلمه بيده، ومما توفر لديه من مواد أولية.
حين تصنع حلمك، تملأ الضحكة كل ملامح وجهك.
ملأت كل ملامح وجه ذلك الصبي، وإلى الدرجة التي استوقفتني: هذه أجمل ضحكة رأيتها في حياتي!
الأحلام، تكبر.. واحلام هذا الصبي ستكبر حتما. في ذات يوم سيضع على عينيه عوينات حقيقية، لكن فرحته يومذاك، لن تداني، فرحته بعوينات القصب!
لكم تمنيتُ، في هذه الدنيا.. وتنميتُ..
لكن أكثر ما تمنيتُ- إلحاحا- لو ان تقاليد هذه المساحة التي أكتبُ فيها، تسمحُ بأن ترافق ما أكتب الآن، صورة ذلك الطفل الفرح بنظارة من قصب!
لو كانت تسمحُ، لكنتُ.. ولكنتم مثلي: ترون أجمل ضحكة.. أجمل ضحكة صافية- ومن القلب- في التاريخ!
فيكم من الخيال ما فيكم. فيكم من القدرة على التخيل، ما في قدرة الخيال، نفسه.
تخيلوها: الضحكة.
يااااااااااه.. أو لم أقل لكم إنها ضحكة تفتح باب الروح.. ضلفتين، لتستقبلوا الحياة، بذراعين مفتوحتين؟!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
04/04/2017
1332