+ A
A -

انشغل العلماء بظاهرة تحيرهم في تفسيرها، وهي مقدرة بعض الأشخاص على توقع وقوع أحداث أو حضور أشخاص بغير انتظار، وقدرتهم أيضا على الاستبصار بحيث إذا توقعوا شيئا فإن ذلك يحدث فعلا ويثبت صدق حدسهم.. وقد رأى بعض العلماء أن ذلك كله يحدث بالصدفة البحتة، ولكن البعض الآخر اعتبر ذلك نوعا من الفراسة والذكاء تجعل الإنسان قادرا على استنباط أقرب الاحتمالات لما سيحدث في كل موقف أو إزاء أي مشكلة، وأخيرا ظهر علماء متخصصون في أبحاث وظائف المخ العليا يقولون إن ذلك يرجع إلى النقاء والصفاء الروحي وعمق الإيمان لدى بعض الناس ممن يختارهم الله ويختصهم بالبصر والبصيرة.
وفي دراسة للدكتور عبد اللطيف موسى عثمان أن بعض الأبحاث العلمية أشارت إلى ظاهرة تعرف باتصال الخواطر وتسمى «التخاطر» ويسميها العلماء في الغرب «التليباثية» وهي عملية انتقال الأفكار من عقل شخص إلى عقل شخص آخر تفصلهما مسافة طويلة.
والمثل على وجود هذه الهبة أو الموهبة من الله القادر على كل شيء ما حدث وجيش المسلمين يخوض معركة ولم ينتبه سارية قائد جيش المسلمين إلى أن جيش الأعداء على وشك حصارهم وفي نفس هذه اللحظة كان الخليفة عمر بن الخطاب يخطب على المنبر وفجأة صاح «أيا سارية الجبل» وللعجب فقد سمع سارية نداء الخليفة واحتمى بالجبل وأنقذ جيش المسلمين وحقق النصر.
وبعض العلماء يفسرون هذه الظواهر بأن في الإنسان غدة هي «الغدة الصنوبرية» في مركز المخ تلعب دورا مهما في ظاهرة «اتصال الخواطر» و«توارد الأفكار» ويسمونها أحيانا «العين الثالثة» أو «عين البصيرة» ويعتبرونها السبب في «الجلاء البصرى» أو «اتصال الخواطر».. ومهما حاول العلماء أن يجدوا تفسيرا لمثل هذه الظواهر غير العادية لدى بعض الناس فإنهم سوف يصلون في النهاية إلى أن هناك ظواهر يعجز العلم عن تفسيرها لأنها «هبة» و«منحة» إلهية يختص الله بها من يشاء من عباده والدليل على ذلك أننا نجد الأشخاص الذين يتمتعون بهذه الهبة الإلهية لهم شخصيات مميزة أهم صفاتها الهدوء وصفاء النفس، ولديهم قدرة روحية خاصة، وهؤلاء قلة قليلة، أما سائر البشر فإن الله سبحانه أنعم عليهم بنعمة الحواس الخمس، فالأذن تسمع الأصوات والأنف يشم الروائح، واللسان يتذوق طعم كل شيء، والجلد يشعر باللمس ويميز بين الأملس والخشن والجاف والرطب والصلب واللين والساخن والبارد، والعين تستقبل الضوء وتبعث صور ما تراه إلى مراكز الإبصار في مؤخرة الدماغ، وكل حاسة من الحواس الخمس تختص بإدراك إحساس معين ولكن كل هذه الإحساسات تصل إلى المخ وتتعاون على تكوين الإدراك الحسي فنرى التفاحة ونرى لونها وندرك شكلها وملمسها ورائحتها ونتذوق طعم البرتقالة ونميزها عن غيرها.
بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
01/04/2017
7727