استمعت مع ملايين العرب إلى خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.. وأديت التحية لكل حرف وكلمة وجملة وفاصلة ونقطة.. وهو يبعث برسالة سامية تقول إن «الخلاف في الرأي السياسي يجب ألا يؤثر على مصالح شعوبنا» وأننا قادرون على توحيد الرؤى ومواجهة التحديات وأنه لا توجد خلافات تستعصي على الحل بين الأشقاء.
نعم يا صاحب السمو.. منذ طفولتنا وها قد شاخت بنا السنون وكسا الشيب رؤوسنا ونحن نتطلع إلى هذه الروح السامية التي أفضتم بحروفها فأحييتم على البحر الميت أرواحنا التي غادرتنا.. منذ أن بات الخلاف السياسي يشعل الحرب في البيت الواحد.. فتجد الأخ يقاطع أخاه وابن العم يهجر ابن عمه.. خلف يقسم الحارة الفريج إلى حارتين والوطن إلى وطنين والشعب إلى شعبين.. فباتت الأمة العربية بـ22 وطناً و44 شعباً.
نعم لو كانت لديهم هذه الرؤية الحكيمة «الخلاف السياسي يجب الا يؤثر على مصالحنا المشتركة ولنواصل العمل من اجل مصالح وطننا» لكنا الآن تجاوزنا خلافنا السياسي فالمصالح اذا تحققت والشعوب عاشت في رفاهية اقتصادية تتجاوز خلافاتها..
فمنذ طفولتنا ونحن نؤمن بأننا شعب واحد لغتنا عربية ديننا عاداتنا تقاليدنا ثقافتنا واحدة.. وكان السؤال الذي أجبت عنه يا صاحب السمو.. هو خلافاتنا السياسية التي أدت إلى تباعدنا والشاعر الشامي فخري البارودي الذي أنشد في دمشق قبل قرن تقريباً.. وقبل أن يستفحل المستعمر في التفريق بيننا وتجزئته المجزأ وتقسيم المقسم قصيدته التي ابدع الاخوان فليفل في تلحينها..
بلادُ العُربِ أوطاني
منَ الشّـامِ لبغدان
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ
إلى مِصـرَ فتطوانِ
فلا حدٌّ يباعدُنا ولا دينٌ يفرّقنا
لسان الضَّادِ يجمعُنا بغسَّانٍ وعدنانِ
لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ سنُحييها وإنْ دُثرَتْ
ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ والجانِ
فهبوا يا بني قومي إلى العـلياءِ بالعلمِ
وغنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني
ولكن بلفور الذي كان يصيغ خطاب منح فلسطين لليهود كان يعمل على أن تجزأ هذه الأمة.. ليمعن الجهلاء في غيهم ويصيخوا السمع عن القول الحق.. وما قلته يا صاحب السمو هو حق.. نقدم اروحنا لتحقيقه في هذا الزمن الرديء الذي وللأسف تختطف فيه الأمة من جديد..
نبضة أخيرة
روحي فداء ليوم يكون لنا علم عربي واحد وجواز عربي واحد وأمة واحدة من المحيط للخليج!
بقلم : سمير البرغوثي