تمكنت الفلسطينية هبة صلاحات من تسجيل براءة اختراع، لنظام قراءة وكتابة جديد قد يغني المكفوفين عن طريقة برايل المرهقة في 15 دقيقة.. درست هبة أنظمة المعلومات الحاسوبية، وحصلت على ماجستير في إدارة الأعمال، وجعلها عملها في جامعة فلسطين الأهلية، أكثر قربًا لفئة المكفوفين، وفهمًا لحاجاتهم، والوقوف على المشكلات التي يواجهونها.
وتُبين هبة أن النظام الجديد يختصر الست نقاط التي اعتمدها نظام برايل للكتابة والقراءة لذوي الإعاقة البصرية في تمثيل الحروف والأرقام بحسب الترتيب الهجائي لها إلى زوج واحد فقط من الأرقام، وعليه يمكن تعميم تمثيل واحد لجميع الحروف والأرقام في لغات العالم المختلفة.
وتوضح أنها وضعت دليلًا كاملًا للحروف والأرقام، إذ سيستغني الكفيف عن طابعة برايل، وسيتخلص من عناء حملها معه إلى الجامعة، ويستبدلها بجهاز على شكل لوحة مفاتيح مكونة من 10 مفاتيح رئيسة للكتابة.
تُمثل تلك المفاتيح الحروف والأرقام، إضافة إلى قلم رقمي للقراءة يمنح إمكانية التوصيل مع أنظمة شاشات رقمية كالهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب.
وتنبه هبة إلى أنه عند وصل النظام الجديد بجهاز حاسوب، فإن الحروف والأرقام تظهر على الشاشة، ويتعرف عليها المستخدم عن طريق قارئ الشاشة، أو باستخدام القلم الخاص بالنظام القراءة، عبر تمريره على السطر الإلكتروني الموجود في لوحة المفاتيح.
وعن المميزات التي تجعل النظام المبتكر فريدًا من نوعه، وبديلًا حقيقيًا عن برايل، تبين هبة أن نظامها لا يعتمد على صوت الحرف وهو نظام موحد في كل لغات العالم، بخلاف طريقة برايل التي يختلف شكل الحرف بها حسب اللغة المنطوقة.
وعن الدوافع التي كانت سببًا في ابتكار هبة لهذا النظام، تجيب: «باحتكاكي مع الطلبة المعاقين بصريًا استوقفتني مجموعة من الصعوبات التي يعانونها في أثناء تعلمهم بالجامعة، واضطرارهم لحمل ماكينة الطباعة ثقيلة الوزن، التي تسبب لهم انحناء في الظهر، ولأنها تصدر صوتًا مزعجًا لا يسمح لهم بإدخالها إلى المحاضرات».
وتشير إلى أن فكرة الابتكار استغرقت منها عامين من البحث والجهد، وإجراء العديد من الأبحاث العلمية والتجارب التي أثبتت نجاعتها، حيث تمكنت من تسجيل براءة الاختراع في عام 2022، وفي العام الحالي تمكنت من الحصول على احتضان لتطوير للابتكار. وتضيف هبة، أنها أجرت تجارب على بعض طلبة الجامعات من المكفوفين الذين تعلموا كيفية استخدام الجهاز، وأجرت اختبار الجهاز في المراكز التعليمية لذوي الإعاقة البصرية، وتجربته من خبراء في مجال تعليم طريقة برايل.