+ A
A -
العرب، يجتمعون، وبالطبع سيخرجون من قمتهم على البحر الميت، ولم يكن في بالهم الصومال!
يا للفقراء. يحيون ببدائية، يتقاتلون ببدائية، ويموتون ببدائية، ولا من احد يلتفت إليهم في الحياة وفي الموت، وفي مابين حياتهم وموتهم من كوارث طبيعية.. ومجاعات، وفرار.
- «لم يبق لدينا شيء»!
جملة مؤلمة أن تقولها امرأة على وشك الوضوع، في خيمة من قصب بائس، والعراء.. العراء كله، جيف ابقار واغنام وضأن، وجوارح في الجو، تصفق بأجنحتها، إلى مكان آخر، والجيف.. الجيف تبقت مجرد عظام!
تخيلوا،ماذا يدور في ذهن تلك المسكينة، وهي تنظر إلى ذلك المشهد، وفي فمها بقية يابسة من جملتها تلك.. جملتها العدم!
الجيف، تقشعر منها الأبدان..
وحين« لم يبق لدينا شيء»، نتخيل مصيرنا، مصير تلك الجيف، التي تنقض عليها الجوارح.
أحسست وأنا أقرأ جملة الصومالية تلك، برعدة بشاعة المصير، في جسدها الذي كمل من لحم الدنيا، وهي ترمي بعينيها في رعب إلى مشهد الجيف.
ارتعدتُ.
هل منكم من ارتعد، وهو يقف على تلك الجملة؟ تلك الجملة التي خرجت من قلب كسير، ومصارين ناشفة، وفم يبيس؟
إذا لم ترتعد، فتحسس ضميرك الإنساني، ياصاحبي.
الجفاف، ضرب الصومال، والملايين في واحدة من أسوأ المجاعات في بلاد العرب..
جفاف..
... وهنالك جفاف من نوع آخر، في قلوب أهل تلك البلاد البلاء، التي تمتد من الماء إلى الماء.
ياعرب، في الصومال يجف البشر والحيوان، والأرض جفاف، وليس في الجو سوى الطيور الجوارح، أين جسور طائراتكم الإنسانية.. أين جسور الدم والدين والتاريخ والجغرافيا.. بل أين... أين إنسانيتكم؟

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
29/03/2017
1589