+ A
A -
لا يعرف الرعب إلا من ارتعب.. ولا يدرك الارتباك في الفرار إلا من فر.. واهل حلب- بالتالي- هم أكثر البشر الذين اختبروا الرعب، وها هم الآن يختبرون في فزع، الفرار الارتباك!
حلب، قطع من لظى: دانات من كل اتجاه. نيران مدلهمة من كل اتجاه. نيران من فوق.. والصراخ.. آه لكم صرخوا واستصرخوا حتى لم تعد في حلاقيمهم القدرة على الصراخ..
يااا للحلاقيم المشروخة..
يا للحلاقيم التي تيبست من شدة الجفاف.
حين تصرخ، وتستصرخ، ولا من مغيث، تطلب النجاة فرارا.. ولكن كيف الفرار، لأهالى حلب وكل الطرق نيران، وألغام، وأسلاك شائكة.. وكل الطرق تفضي من جحيم كان، إلى جحيم يمكن ان يكون في أي لحظة؟!
ستة وستون ألفا، يفرون الآن. الأفق لا ينبئ بالخير..
تخيلوا الطرق وقد ازدحمت بالفارين رعبا، من الجحيم. تخيلوا الزحام. تخيلوا الوجوه اليابسة من أي افترار ابتسامة. تخيلوا الأرجل التي لا تقوى على المسير. تخيلوا العجائز، النساء، الأطفال، الرضع الذين شابوا من دوي البراميل الجحيم.. من الدوي.. من عجز الآباء الأمهات عن تقديم جرعات الحليب.
تخيلوا.. ستتخيل الرعب. الفرار المرتبك..
.... وحين تتخيلوا.. تتخيل، تحسس ياصاحبي ضميرك.. وسل نفسك: أين أنت مما يحدث هذا كله.. وسل نفسك: في أي عالم تعيش انت الآن؟
آه، حين يصبح في هذا العالم، بشر مثل اولئك الذين يفرون الآن، وكل المسالك، موت أحمر.
سيصبح...
ذلك باختصار لأن هذا العالم لم يعد معنيا بالحياة!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
06/03/2017
2330