مِن حق الرجل أن يغارَ على أنثاه، كما من حقها (المرأة) أن تغار عليه (رَجُلها). لكن الغيرةَ شيء، والشك وفقدان الثقة شيئان آخران. ولا غرابة أن يَتخذَ الرجُلُ أحيانا مِن وَهْم الغيرة ورقَ تلفيفٍ يُغَلِّفُ به شَكَّه في أنثاه من باب التَّمْوِيه لا أكثر.
خوفُ الرجل على المرأة لا يَشفع له ليُغلق عليها جدرانه. المرأة قادرة على أن تَحْمي نفسها وهي وسط قبيلة من الذكور (أكثر مما قد يَحميها الرجُل) إذا كانت هي تريد، ولن يتجرأ أصبع ضالّ على أن يَلمسَ شعرةً منها. سَتُعَلِّمُه المرأةُ أن يفكر كثيرا قبل أن يُقْدِمَ على خطوة كهذه التي سيَندم عليها.
الحُبُّ حرية، والثقة حرية، عندما تُحِبُّها أنتَ وتَثِقُ بها ستفتَحُ لها كل البوابات وتقول لها: «انطلقي»، وانْتَظِرْ منها كُلَّ ما يَسُرُّكَ ويُرْضيكَ.
الخوف أن تَكْشِفَ لها أوراقَك وتؤكد لها أنك لا تثق بها وتحاول جاهدا أن تسيطر عليها. في هذه الحالة تأكَّدْ أنها ستتسلل إلى غيرك ولو من ثُقْب الباب (إذا فَكَّرَتْ في الانتقام) نكايةً في ظُلْمِك لها ولو بشكِّك إن كانت هي لا تستحقه.
ما معنى أن يَحْجز الرجلُ المرأةَ في صندوقٍ مُغْلَق (جدران وسَقْف) بحجة حمايتها؟! ما معنى أن يَقتلَ فيها أجمل ما فيها (الإرادة) بحجة أنه يَحْميها؟! إن لم تُرِدْ أن تَحميَ نَفْسَها لن يقوى الرجُلُ على ذلك.
لِيفهمِ الرجُلُ أن حمايتَها (المرأة) لنفسها متأصلة فيها، تَشَبَّعَتْ بها مع جملة ما تَشَبَّعَتْ به من قِيَم ومبادئ أعْطَتْها مناعة قوية ضِدّ كل متهور تُسَوِّلُ له نَفْسُه أن يَعبثَ بها في غياب رَجُلِها.
الحُبُّ قوة جبارة، الحُبُّ حرية وليس قيدا. الرجُل طاقة خَلاَّقة وليس سَجَّانا. الحُبُّ فضاء طَلْق وليس قضبانا حديدية. عَلِّمْها (المرأة) العبوديةَ تَجْلِدْكَ، عَلِّمْها الحريةَ تُحَلِّقْ بك. نَشْوَتُكَ في يدها هي المرأة، ورَحْمَتُها كفيل بها أنتَ الرَّجُل.
قدرات ذاتية ولمسات سحرية للمرأة تجعلها تُضِيءُ وتُضِيء ما حولها ومَن حولها: المكانَ والزمنَ والإنسانَ. هي لا تشك في الرجُل إن كانت سيدةَ عقلٍ وعاطفةٍ وحِكْمَةٍ تَعْرِفُ كيف تَمْلك قلبَه، ولا تغار منه، لكنها تغار عليه إذا كان يستحق أن تغار عليه.
قوة الرَّجُل في قلبه، وقلبُه إذا كان لها (المرأة) مَلَكَت الرَّجُلَ. فهل يُعقل أن تغار هي من ممتلكاتها وأشيائها وكنوزها؟! العقلُ يُكَمِّلُ قلبَ المرأة. والقلبُ يُكَمِّلُ عقلَ الرَّجُل.
الغيرة تَحْضُرُ وتَغيب، لكن ذَوْقَ المرأة في اختيار الرجُل يَجْعلها تستميت بحثا عن عقل حكيمٍ وعاطفةٍ فَيَّاضةٍ في مَحَارَةٍ تسمى الرَّجُل.
نَافِذَةُ الرُّوح:
«بِقَلْبِ كُلِّ امرأةٍ تُوجدُ وردةٌ لا يَحْظى بِعِطْرِها سِوى مَنْ لا يَتْرُكُها تَذْبُلُ».
«أَجْمَل الابتساماتِ ابتسامةُ قَلبٍ يَنبضُ لقلبِكَ بِصِدْقٍ».
«أَرَقّ الطُّرُقِ إلى قَلبِ المرأةِ وَردةٌ على الشِّفاه».
«مَطَرُ البَوْحِ أُرْجُوحَة».
«بَوْحُكَ بَوْصَلَةٌ تُحَدِّدُ اتجاهَ مَن يَنبضُ له قلبُك».
«اِجْعَلْ قَواربَ الدِّفْءِ تَغْزُو بُحَيْرَتَي عَينَيْك، فَكَمْ يَطيبُ لِنِصْفِك الآخَر اتخاذها أَسِرَّةً لأحلامِ عصافير غابةِ الوجد».
«الطلاق الأول: قبل 17 سنة طَلَّقْتُ العقلَ. الطلاق الثاني: منذ 17 سنة مُفاوَضاتي مع القلب جارية..».
بقلم: د.سعاد درير