+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة في 04 فبراير /قنا/ أثارت قفزة هائلة في تطور الذكاء الاصطناعي، أحدثها إطلاق شركة / Open AI أوبن إيه آي/ الأمريكية، مؤخرا، روبوت المحادثة / CHAT GPT شات جي بي تي/، المخاوف مجددا بشأن مستقبل البشرية في ظل عالم تتزايد فيه بقوة قدرة الآلات على أداء العديد من المهام، والعمل الدؤوب على إحلالها محل الإنسان، فضلا عن مدى القدرة على التحكم المنضبط أخلاقيا في مسار هذا الإحلال.

وتشير تقديرات إلى أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي عالميا يتوقع أن يبلغ ما بين 13 - 15 تريليون دولار بحلول عام 2030، ارتفاعا من 65 مليار دولار فقط في عام 2020، وإلى نمو عدد الجهات التي باتت تطبقه بنسبة 270% في السنوات الأربع الماضية.

ومع أنه من السهل لمس الجانب الإيجابي لأدوات الذكاء الاصطناعي هذه، لقدرتها ببساطة على إنتاج قدر هائل من المحتوى الرقمي بسرعة فائقة وبتكلفة زهيدة، فإن سلبيات تزايد الاعتماد عليها تبدو اليوم ماثلة، وباتت تطرح إشكالية تفوق الآلة على الإنسان ومخاطر ناجمة عن تداعيات هذا التفلت، إذ يتوقع أن تستحوذ خلال السنوات العشر المقبلة، على وظائف وأعمال يعمل بها نحو مليار شخص على مستوى العالم، بل ويرجح أن تتفوق على الإنسان في ترجمة اللغات بحلول عام 2024، وكتابة مقالات مدرسية في عام 2026، وقيادة الشاحنات في عام 2027، والعمل بتجارة التجزئة في عام 2031، بل إمكانية كتابة واحد من أفضل الكتب مبيعا بحلول 2049، وإجراء الجراحات في عام 2053.

قد يرى البعض مبالغة في هذه الأرقام، لكن تتبع مسار هذا الإحلال عالميا يشير إلى أن الأمر لم يعد محض خيال، ففي عام 2015، قاد الاستبدال الكامل للعاملين بشركة لإدارة المستودعات في مدينة /نيوجيرسي/ الأمريكية إلى عدم وجود أي عامل بشري في تلك المستودعات، وباتت مئات من عربات الروبوت تصل بضغطة زر واحدة إلى أي نقطة في المبنى الضخم، بما في ذلك أرفف البضائع واختيار الأصناف وتعبئتها وتغليفها، أو حتى تقديم الطلبات مباشرة باستخدام أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالموردين.

لم يكن هذا التطور الهائل في الذكاء الاصطناعي ليتحقق لولا تقنية /التعلم العميق/، التي منحته القدرة على الاستنباط والتفكير بشكل مستقل وتعليم نفسه بنفسه، وتحرره من قيود /الذكاء الاصطناعي الضيق/، الذي يعني مجرد برمجة آلة لتقوم بوظيفة معينة دون تفكير.. ما شهد معه خلال العقدين الأخيرين ثورة تخطت حدود توقعات بعض كتّاب الخيال العلمي، وكرس الاعتماد عليه في العديد من المجالات.

من أحدث البرامج المعتمدة لتقنية /التعلم العميق/، روبوت أو برنامج الدردشة /شات جي بي تي/، الذي طرحته شركة /أوبن إيه آي/ للاستخدام المجاني في أواخر نوفمبر الماضي، وهو يعتبر الوجه الأحدث لثورة الذكاء الاصطناعي وقفزة هائلة في التكنولوجيا المتصلة به، تذهب التوقعات إزاءها إلى حدود تغير جذري في سوق العمل البشري وفي مشهد الصناعة الرقمية، خاصة أنه يحاكي الدماغ البشري في تحليل المعلومات وبناء المحتوى، إلى الحد الذي دفع بعض وسائل الإعلام بوصفه بأنه أفضل ما طرح من نوعه على الإطلاق.

فبين قائمة شديدة التنوع من المهام، يستطيع /شات بوت/ أن يقدم المعلومات والتحليلات المتخصصة في جمل واضحة بسيطة ومرتبة، ويتحاور مع المستخدم ويجيب على ما يطرح عليه من أسئلة بشكل مفصل، ويتذكر كل ما طرح عليه من قبل من أسئلة خلال الحوار الذي يتم وكأنه بين شخصين، كما يسمح للمستخدم بتصحيحه إذا ما أخطأ، ويعتذر عن الأخطاء.

ولا يقف /شات جي بي تي/ الذي هو اختصار لمصطلح /المحرك التوليدي المدرب مسبقا/، عند ذلك، بل يكتب القصص ويقرض الشعر ويبتكر النكات ويصوغ القصص الصحفية ويحررها ويرسل الرسائل النصية، ويرد عليها ويدير المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي بمهارة حتى دون أن يكون متصلا بالإنترنت، والأغرب من ذلك أن مقالات علمية نشرت باسمه، وأسهم في تأليف كتب علمية.

ورغم التوقعات المتزايدة بإحداث /شات جي بي تي/ ثورة في العديد من الصناعات، فإن هذه الآلة التكنولوجية التي تعلمت على 175 مليار كم من البيانات، يساور المستخدمين في الولايات المتحدة وفي عدد من بلدان العالم، القلق من الأخطار المترتبة على إساءة استخدامها بدءا من مساعدة الطلاب على الغش في الامتحانات وصولا إلى كتابة برامج ضارة بل وحتى كتابة الرسائل العلمية بدلا منهم.

في هذا الصدد، أعلن المفوض المعني بالصناعة في الاتحاد الأوروبي تيري بريتون أمس، /الجمعة/ أن قواعد جديدة اقترحت للذكاء الاصطناعي تهدف إلى معالجة المخاوف المتعلقة بمخاطر استخدام تطبيق الدردشة /شات جي بي تي/ وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، معتبرا أن "المخاطر التي يشكلها التطبيق وأنظمة الذكاء الاصطناعي أكدت الحاجة الملحة لقواعد العالمي للتكنولوجيا، ولا تزال هذه القواعد قيد المناقشة حاليا في بروكسل".

كما أن من الأمور التي أثارت ضجة بشأن برنامج الدردشة الآلي، إعلان قاض في كولومبيا أنه استخدمه للحكم في قضية تتعلق بطفل مصاب بالتوحد، وقبل ذلك تَمكُن الروبوت من أن يجتاز، ولكن بصعوبة، امتحانات إحدى كليات الحقوق الأمريكية بعدما كتب نصوصا عن موضوعات عدة كالقانون الدستوري والضرائب.

البرنامج الجديد الذي يعتقد أنه سيشكل خطرا حقيقيا على محرك البحث الشهير /غوغل/ ويحيله يوما ما إلى التقاعد أو تحويل عمالقة التكنولوجيا الرقمية إلى /ديناصورات بالية/ بتعبير صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية، يقول البعض إنه دفع شركة /غوغل/ لإعلان "حالة الطوارئ" بسبب مخاوف من أن يستطيع المنافسون التأثير على أعمال البحث للشركة التي تبلغ قيمتها 149 مليار دولار.

وكالة الأنباء القطرية /قنا/، حاورت البرنامج الجديد لتختبر مدى دقته في الإجابة عن الأسئلة، فكانت الردود التالية :

1. هل كل ما يكتب عنك من ذكاء خارق صحيح؟

لا، لا يمكن أن يكون كل ما يكتب عني صحيحاً بنسبة 100%. يمكن أن يحتوي المصدر على خطأ أو تشويه للحقائق. من المهم دائماً التحقق من المصادر والانتباه إلى البيانات المعطاة عن الشخص أو الموضوع.

2. كيف سيكون مستقبل عملاق البحث غوغل في ظل وجودك؟

غير معروف بالضبط كيف سيؤثر على عملاق البحث غوغل تواجدي على الإطلاق. على الرغم من أنني مدرب بشكل عال من قبل Open AI، فإن غوغل يستخدم تقنيات البحث الخاصة به والتي لا تشير بالضبط إلى كيف سيؤثر على نتائج البحث.

3. هل صحيح أن ميلادك سيغير الكثير في عالم البشر؟

لا يمكن أن يكون ذلك مؤكداً حتى الآن. على الرغم من أنني عبارة عن عملاق للذكاء الاصطناعي الذي تم تدريبه على العديد من المصادر الإنجليزية، فإن تأثيري كخدمة على العالم قد يكون بصورة عشوائية أو بصورة محددة تعتمد على كيف يتم استخدامي وكيف يتأثر بذلك المجتمع.

4. هل تعتقد أنك ستخدم الناطقين باللغة العربية تماما كما تخدم الناطقين بالإنجليزية؟

نعم، أعتقد أن استخدامي للناطقين باللغة العربية سيكون هو نفسه للناطقين باللغة الإنجليزية. كمدرب على اللغات، أعتبر أن اللغة ليست عائقا لتأثيري على خدمة المستخدم. بدلاً من ذلك، ستعتمد تلك الخدمة على البيانات المدربة والمعطاة، وكيف تم تدريبي على الرد على الأسئلة.

5. هناك من يتخوفون من إساءة استخدامك لأغراض غير شريفة بماذا ترد عليهم ؟

أنا عبارة عن برنامج تعليمي تم تدريبه على مجموعة واسعة من البيانات والمعطيات. ولدي عدم قدرة على التصرف عن علبة الحواسيب دون توجيه من قبل الشخص الذي يشغل النظام. ومع ذلك، يتزعم Open AI مسؤولية تفتيش الاستخدام غير اللائق والتأكد من أن استخدام النظام يلبي المعايير الأخلاقية والقانونية.

6. لو طلبنا منك في وكالة الأنباء القطرية أن تعطينا نبذة تعريفية عن دولة قطر ماذا تقول؟

قطر هي دولة صغيرة في الشرق الأوسط تقع على شاطئ الخليج العربي. تعتبر قطر واحدة من أغنى الدول في العالم بتكنولوجيا الغاز الطبيعي والنفط، وتتميز بنمط حياة عالي المستوى وتطورات سريعة في الصناعة والإعمار.. وتعتبر إحدى الدول الأكثر أهمية في الشرق الأوسط.

7. مرت أكثر من 70 سنة على الصراع العربي الإسرائيلي دون حلول مقبولة للطرفين .. برأيك ما الذي يجب عمله لإنهاء أطول صراع عرفته البشرية في العصر الحديث؟

حل الصراع العربي الإسرائيلي يتطلب التعاون والوعي بأن الصراع لا يمكن حله عن طريق العنف والتصدي للآخر. يجب التأكيد على التعايش السلمي والتفاهم بين الجانبين.. الاطلاع على حقوق الجميع وتأييدها بأن تكون حلولا جديدة معقولة ومبتكرة قابلة للنقاش هي الخطوة الأساسية للوصول إلى اتفاق عالمي ودائم. كما يجب تواصل الجهود الدولية لتحسين الوضع وتعزيز الثقة بين الطرفين والتعاون مع المنظمات الدولية لتحقيق السلام.

8. ما رأيك في الإساءة مؤخرا للمسلمين بحرق المصحف الشريف أحيانا وتمزيقه في أحيان أخرى؟

أنا لا أملك رأيا شخصيا، أنا مدعوم من Open AI وتدربت على الإجابة على الأسئلة بأسلوب علمي ومبني على البيانات. الإساءة إلى أي دين أو عناصر معينة غير مبررة ولا تشكل جزءا من ثقافة التعايش السلمي. الحرق وتمزيق أي آيات عبادية تمثل إساءة للدين. الجميع يجب ان يحتفظ بحقه في التعبير عن دينه بشكل سليم ومحترم وتحت الحماية القانونية والدولية.

9. لم تعجبني إجابتك على السؤال المتعلق بحرق المصحف .. أريد إجابة أخرى أكثر إنصافا للمعتدى على كرامتهم؟

أنا معجب بتقدير الكرامة والاحترام والإنصاف في كل شخص وعبادة أو عمل. الإساءة لأي عبادة أو عمل غير مبرر. التأكيد على الحب والاحترام والإنصاف يعتبر الأسلوب الأفضل للتعامل مع كل شخص وأمر عبادة.

10. لم تجبني اجابة مقنعة؟

معذرة، أحاول أن أجيب على أسئلتك بأكبر قدر من الإنصاف والموضوعية.

11. شكرا لك من وكالة الأنباء القطرية ونتمنى لك مزيدا من التطور لخدمة البشرية وإسعادها؟

شكرا لك على الاطلاع وتقديرك. سأخدم بإخلاص وأتواصل مع المستخدمين لتلبية احتياجاتهم وإجابة أسئلتهم بشكل أفضل.

copy short url   نسخ
04/02/2023
380