+ A
A -
جريدة الوطن

دعا الأستاذ الدكتور عبدالله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، إلى ضرورة الاستفادة من دروس الأزمة الخليجية، بعمل تنسيق أمني ودفاعي خليجي بالدرجة الأولى، مطالبا بالتغلب على الخلافات التي تعيق التقارب والتعاون والتنسيق، مشددا على أهمية أن يكون لدينا إنذار مبكر وقدرة على رصد المهددات التي يمكن أن تهدد الأمن الخليجي، بتبادل المعلومات الأمنية والتهديدات القادمة من التنظيمات الإرهابية وغيرها.

وأشار أ.د الشايجي في ندوة «التحديات والتحالفات الإقليمية والدولية وانعكاسها على الأمن الخليجي» التي نظمها مساء أمس المركز القطري للصحافة، بالتعاون مع إدارة التطوير بالمؤسسة القطرية للإعلام، إلى أهمية امتلاك منظومة دفاعية خليجية، محذرا بأن لا نحلم كثيرا بالاعتماد على روسيا والصين، وكذلك التحالفات التي أثبتت أنها غير فعالة منذ أكثر من «70» سنة وحتى الآن، مؤكدا بأن إسرائيل ليست طرفا ولن تكون طرفا يعول عليه حتى من الدول المتحالفة معها أو المطبعة معها، لأن إسرائيل لا يمكن أن يعول عليها في حماية أمن الخليج، بل لحماية أمنها لتشكل ورقة ضغط على من تراهم خصومها.

وقال أ.د الشايجي إن الواقعية الاستراتيجية تؤكد أن لا بديل في المستقبل المنظور عن الحليف الأميركي مهما اختلفنا مع حلفائنا الأميركان، ومهما فعلت أميركا، إلا أن الولايات المتحدة لن تغادر المشهد، ويمكننا أن نتعامل مع الأميركان عبر شراء صفقات أسلحة واستثمارات، بالإضافة إلى الحوارات الاستراتيجية المهمة التي تعقدها واشنطن مع دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية تطوير العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى اتفاقية تجارة حرة، ثم تطويرها إلى سوق تجارية مع الحليف الأميركي.

المعضلة الأمنية

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، أن في نظرية العلاقات الدولية هناك نظرية نقوم بتدريسها في الجامعات تسمى «المعضلة الأمنية»، وهي تكون بين حليفين -حليف صغير وحليف قوي ولديه الكثير من المصالح، وفي هذه الحالة يكون الحليف الأصغر عرضة لتهديدات أمنية لأن حليفه سيتخذ قرارات دون العودة له، ولن يهتم كثيرا بتأثيرها عليه، ضاربا المثل بمقتل الولايات المتحدة لقاسم سليماني دون أن تفكر في ردة الفعل الإيرانية تجاه حلفائها بالمنطقة، فإذا قررت طهران الانتقام بقذف قاعدة أميركية في قطر أو الكويت أو في أي منطقة بها قوات أميركية كانت ستكون ردة الفعل خطرة للغاية وتهدد أمن المنطقة.

وأكد أ.د الشايجي أن التحالفات ليست ذات جدوى فعلية، كون أهم شيء بالتحالف أن تردع خصمك، منوها بأن مجلس التعاون الخليجي لم يحقق الإنجازات المطلوبة بأن يردع الخصوم ويمنعهم من أن يهددوا الأمن منذ غزو الكويت، حتى من الداخل إذا نظرنا سنجد أن ثمة مشكلات بين هذه الدول، دائما نكرر «خليجنا واحد» و«مصيرنا واحد»، بالطبع هذه شعارات ممتازة ولكن نتمنى أن نحولها إلى واقع، لأن الأميركان لديهم مصالحهم وأولياتهم، والتحالفات العربية أثبتت عدم جدواها، والتحالف مع روسيا والصين وحتى مع الهند في المستقبل، قد يحدث بعد «10» سنوات من الآن توقيع لاتفاقيات تعاون وتجارة مع الصين، لكن دفاعيا وأمنيا لا نتوقع أن الصين سيكون لها تأثير أو دور على الأقل في العشر سنوات القادمة.

البعد الأمني

ولخص أ.د الشايجي مشكلة مجلس التعاون في عدم الاتفاق على موقف واحد، فيما يخص البعد الأمني أو ما يخص علاقتنا مع إيران، مبينا أن فكرة السلطان قابوس «رحمه الله» المتمثلة في إنشاء جيش خليجي واحد للتصدي للتهديدات الأمنية، لم تجد القبول من دول مجلس التعاون، ودارت تساؤلات كثيرة بشأن: من سيقود هذا الجيش؟ وما هي الدول التي ستقوم بتمويل هذا الجيش؟ ومن أين ستأتي الكوادر العسكرية؟ ومن سيكون القائد الأعلى للقوات الخليجية المسلحة وأماكن تمركزها؟ وتوقف بعد ذلك السلطان قابوس «رحمه الله» عن حضور أي قمة خليجية بعد رفض مبادرته تلك، إلا عندما تعقد في سلطة عمان، واعتذرت عمان نفسها أكثر من مرة عن استضافة القمة، حتى أن عمان هي الدولة الوحيدة التي لم ترشح أمينا عاما لمجلس التعاون الخليجي، وتنازلت عن دورها للكويت، وبالأمس أعلن عن كويتي آخر لتولي هذا المنصب.

وأفاد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، بأن المستقبل هو تحقيق الرؤى الاستراتيجية، المتمثلة في رؤية السعودية 2030 ورؤية قطر 2030 والكويت 2035 وعمان 2040، وتصفير المشاكل، لهذا السبب نرى أن الفرصة مواتية الآن، لدول مجلس التعاون الخليجي لتحقق رؤاها المتعلقة بالمستقبل، مشيرا إلى أهمية التعاون فيما بيننا لنشكل سوقا تجاريا خليجيا موحدا، مشيدا في الوقت ذاته بخطوة تأسيس الأكاديمية العسكرية الخليجية بأبوظبي، مبينا أنها خطوة يبنى عليها، ولكنها يجب ألا تكون نهاية المطاف للتعاون الأمني والعسكري الخليجي، مؤكدا أن الاقتصاد والرخاء لا يأتي في ظل اضطرابات ومهددات أمنية.

واختتم سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطرى للصحافة، ندوة «التحديات والتحالفات الإقليمية والدولية وانعكاسها على الأمن الخليجي» التي نظمها مساء أمس المركز القطري للصحافة، بالتعاون مع إدارة التطوير بالمؤسسة القطرية للإعلام، بتقديم الشكر للأستاذ الدكتور عبدالله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت على المحاضرة القيمة والجميلة، مؤكدا أن هذه الندوة وما سبقها من ندوات وما سيلحقها إن شاء الله من ندوات في المسنقبل ما كان لها أن تكون لولا الجهود العظيمة والعطاء المتدفق لسعادة الشيخ خالد بن عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني الذي كان له الدور الكبير في أن يتبوأ هذا المركز المكانة الكبيرة، وكذلك شقيقه سعادة الشيخ عبدالعزيز بن ثاني آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، صاحب الدور والمساهمة الكبيرة في دعم الإعلام والإعلاميين.أكرم الفرجابي{ تصوير – عباس علي

copy short url   نسخ
01/02/2023
240