+ A
A -
شيماء الهرموزي

عندما بدأت عملي الخاص كنت موظفة بدوام كامل في الفترة الصباحية، أي لم أكن أتمكن من العمل لعملي الخاص بأي شكل حتى العصر، وهذا ما كان يتعارض مع الكثير من المهام خصوصاً عندما يكون العملاء جهات تعمل في الصباح فقط.

كنا نحضر دائماً جلسات استشارية لتطوير أعمالنا، ونصحنا المستشارين بالاستقالة، كانوا يصفوننا بعدم الجدية. كيف لا نتفرغ لمشروعنا المربح؟ كيف سيكبر ووقتنا محدود بهذا الشكل. كنا كمن يضع قدم واحدة في المشروع والأخرى خارجه. وهذه نقطة سليمة إلا اننا لم نكن مستعدين أبداً بالمخاطرة برواتبنا الثابتة المضمونة من أجل عملنا الذي كان يتذبذب بين شهر وآخر. لذلك بقينا في وظائفنا في انتظار أن تصبح لدينا عقود طويلة الأمد متفق عليها مع عدة جهات. بالتالي راتب ثابت مضمون، أما ونحن شركة تنتظر أرباحها المتغيرة بشكل شهري فان الأمر فيه مخاطرة لم نكن مستعدين للوقوع فيها.

أنا لست ضد المخاطرة، بالعكس أؤمن بأن الأمان المالي الذي تجلبه الوظيفة يجعلك أكثر كسلاً في العمل الخاص، بينما عدم وجود دخل ثابت هو حافز قوي للاجتهاد أكثر في البحث عن مشاريع جديدة، إضافة إلى ان التفرغ سيجعلك أكثر تركيزاً والتزاماً وأكثر قدرة على التطوير.

لكني ضد ان يعتقد رائد الأعمال أن عليه أن يستقيل لينجح. وبذلك قد يتخلى عن دخله في وقت وظروف غير مناسبين ويقع في ورطة خصوصاً اذا كانت شركته جديدة بدون مستثمرين أو رصيد بنكي جيد.

أخيراً الاجابة على هذا السؤال متغيرة دائماً حسب نوع مشروعك ومرحلتك وحاجاتك وضمان استمرارية دخلك فيه. الأهم لا تجعل أحدا يمليك ما يجب أن تفعله، قيّم وضعك بنفسك وقرر.

copy short url   نسخ
28/01/2023
0