+ A
A -
جريدة الوطن

لا زلنا نعيش أصداء عرس كروي وليلة صاخبة تكللت بنصر عراقي غاب لسنوات، وحلم اصبح حقيقة واقعة.. فرحة لم تكن بالحسابات خصوصا لأهالي مدينة البصرة، هذه المدينة التي ينتمي اهلوها إلى مدرسة الجود والكرم وبيت حاتم الطائي. توجهت انظار العالم الخليجي بأكمله خلال فترة خليجي خمسة وعشرين نحو هذه المدينة التي كانت نسيا منسيا عند أصحاب الشأن في العراق، وباتت بين ليلة وضحاها مزارا للبيت السياسي العراقي بأكمله، بين وزير ورئيس ونائب ومسؤول، الكل يتنافس للحصول على مقعد الـ vip مقعد الشخصيات الرفيعة ولا يدركون انها قصيدة السياب النائمة بين حربين والف نهر. ولاكثر من عشرين عاما تستصرخ هذه المدينة وتنوح على امل أن يسأل عنها وعن مصائب اهل بيتها الذين يجودون بكرمهم على العراق بأكمله من الشمال إلى الجنوب وينامون ببطون خاوية وامراض اكلت اجسادهم، اليوم عادت البصرة لتكون حديثا للعراق، وساحات المستطيل الاخضر التي جمعت فرق الخليج الثمانية كانت وطنا لهم وليست ملاعب.

لكن كل ذلك اصبح ذكرى بقيت عند نفوس البصريين اجمل منها في الواقع الذي عاد إلى سابق عهده. محالهم خالية من الضيوف، شوارعهم قاسية، لم تعد حديثا يطرب الاسماع بعد ان غادرها المحبون، وغابت عنها الخطط الاستراتيجية بعد ان ابتعد عنها المسؤولون، فلا شيء اقسى عند اهل البصرة من ذكرى وفرحة لم تكتمل، ولكنها في كل الاحوال ستصبح شكلا من اشكال الخلود.. فالفرق الخليجية التي زارت البصرة لم تعلم انها توضأت بمياه دجلة وصلت على ضفاف شط العرب.نغم التميمي

كاتبة عراقيةالزمان العراقية

copy short url   نسخ
27/01/2023
0