+ A
A -
لقد شعرت بالحماسة من الصور التي التقطها بعض الأقرباء والصديقات، لفعاليات مهرجان التسوق في قطر، العفوية وضحكات الأطفال وسعادتهم جعلتني أنا وأسرتي نقرر على الفور السفر إلى قطر، مقاطع الفيديو التي تم تسجيلها تداولتها الأسرة بسعادة كبيرة، وعلى الأخص حينما قامت إحدى القريبات بتصوير إحدى الحفلات الغنائية، وأكدت على أنها سعيدة لأنها حضرت الحفلة من دون تذكرة وبالمجان، في الحقيقة لست وحدي من شعرت بتلك الحماسة التي حرضت الجميع على السفر إلى دولة قطر الحبيبة، عدد كبير من الأسر شدت رحالها إما في الإجازة القصيرة للمدارس فيما البعض الآخر قرر أن تكون إجازته الأسبوعية في الدوحة على الدوام، مازلت أقول وأعيد وأكرر اليوم وبعد مائة عام، بأن قطر ستتحول إلى أهم منتجع شتوي، وعلى الأخص لعدد كبير من الجنسيات الأوروبية الغربية والشرقية، هؤلاء السياح الذين يرغبون بخدمات ترتقي لمستوى الخمس نجوم، وإلى التسكع وممارسة المشي في الشوارع النظيفة أو عبر الشواطئ الأنيقة، والتبضع من خلال المحلات التجارية المتنوعة، وتناول مختلف وجبات الطعام في طقس دافئ، من دون وجود كثافة سكانية تبدد سكينتهم التي يبحثون عنها، إلى جانب تمتع السياح سواءً الأجانب أو العرب بالتعرف على المظاهر التراثية الشعبية القديمة، حيث تحمل دولة قطر جوانب مهمة تاريخية قبل اكتشاف النفط والغاز.
قطر الساكنة على شواطئ الخليج العربي، سيكون لها مستقبل بعيد عن النفط والبترول، إذ أنها تمتلك مقومات لا مثيل لها على الأخص حينما تتجمد أوروبا، ويبدأ الكثيرون في البحث عن مكان ما يقضون به أياماً ينشدون من خلالها الدفء والهدوء وملاحقة أشعة الشمس، علينا أن نعترف أن قطر قد اقتربت من أن تكون من أهم الواجهات السياحية، إذا سعت شركات السياحة لتخصيص عدد من الجزر البحرية وتحويلها إلى منتجعات في غاية الفخامة، لكي تكون مكاناً مفضلاً لقضاء أمتع الأوقات الشتوية بها، بشرط العمل على وجود مثل هذه المنتجعات بعقلية منفتحة للنجاح، لا بعقلية التاجر الذي يريد أن يكسب فقط، فتقع هنا مسؤولية كبيرة على شركات السياحة، من حيث توفر إقامة فندقية متميزة للسائح وإعطائه الشعور بأن الفندق الذي سيقضي الوقت به، لن يكون شبيهاً بأي فندق آخر، مع توفر عدد من المقاهي التي لا تتشابه تفاصيلها مع المقاهي التي مللنا من تواجدها في كل مكان حول العالم.
قطر دولة ترحب بالجميع، منذ أن يحط السائح رحاله في المطار وحتى يدخل إلى وسط المدينة، مستشعراً بوضوح أن هذه الدولة تسعى بكل امكانياتها لحماية أمن المواطنين والسياح على حد سواء، لكن ما أثارني في هذا المهرجان وربما لا يمكن وصفه بالأمر المعيب، ولكني وجدت الأفضل التقليل من استخدام مثل هذا النوع من الدعاية، حيث سعى بعض القائمين على فعاليات قطر للتسوق، إلى الاستعانة بعدد من «الفاشنيستات» للتسويق للمهرجان، وأنا أعلم أن لهذه الفئة من الفاشنيستات جمهورا غفيرا وعلى الأخص من المراهقات وربات البيوت، ولكن للأسف مصداقيتهن في طرح أي منتج مشكوك بها بشكل مريع، لقد تابعت العديد منهن، وابتعت أنا وغيري منتجات صدمن من قيمة الأسعار المبالغ بها، إلى جانب عدم وجود فائدة من المنتج المعلن.
مصداقية العديد من الفاشنيستات لا يمكن الوثوق بها، ولا أظن أن مهرجانا كبيرا بحجم مهرجان قطر للتسوق يحتاج لفاشنيستا لا تعلم قيمة الفعالية إلا حينما توضع النقود في حسابها الشخصي، فأرجو من القائمين عدم التقليل من قيمة مهرجان التسوق في قطر، ودفع المبالغ لآنسات يأكلن المكياج بالشوكة والسكين من أجل النقود ليس إلا!
الدعاية مهمة جداً في فعالية كبيرة مثل فعالية قطر للتسوق، لكن أيضاً يجب الاعتناء بالأسماء التي يمكن أن تقوم على رصد أحداث الفعالية بثقة، من حيث استخدام وسائل أكثر انفتاحاً على الجمهور العربي والأجنبي.
بقلم : سارة مطر
copy short url   نسخ
05/02/2017
4713