+ A
A -
في اليومين الماضيين أصْفرت الحرارة، أي بلغت الصفر، في أمة برية صحراوية حارة، تعيش وتتعايش مع الحر كرفيق درب لها في الحياة.
وصلت الحرارة إلى الصفر، فتجمد الماء، وسقط بعض الثلج، وشعرنا بشي من شعور أوروبا المجمدة.
فصار موضوع البرد الشغل الشاغل لنا، وحديث مجالسنا، ومقاطع واتساباتنا، وموضوع تغريداتنا، وهمساتنا مع زوجاتنا.
في اليومين الماضيين، تمحورت متعة الحياة بالنسبة لنا كلها في عنصر النوم والنار.
وهل هناك أمتع من النوم والنار في هذا البرد القارص؟.
سأحدثكم عن نفسي في اليومين الماضيين، حيث شاء الله تعالى أن يكونا يومي إجازة ولله الحمد.
من طبيعيتي الفسيولوجية أن جسمي في البرد يولد طاقتين، طاقة حرارية وطاقة نعاسية، تشعرني بجوع شديد للنوم تحت أي ظرف من الظروف.
فلا تبلغ الساعة الواحدة صباحا إلا وأنا قد دسست جسدي تحت اللحاف، مطلقا العنان لكل حواسي بالاستمتاع بالدفء والنوم.
المشكلة ليس هنا.
المشكلة كيف أقوم من النوم بعدها؟
فكلما أحسست بحتمية الاستيقاظ، أخرج أصبعي السبابة من تحت اللحاف كأنه ترمومتر قياس حراري، فتلسعه لسعة البرد القارص، ومع اللسعة تتجدد الرغبة الملحة الشديدة في الدفء والنوم.
وهكذا أعيد المحاولة كل ساعة، تماما كما يفعل المنبه في خدمة الغفوة.
أحدث نفسي وأنا تحت اللحاف:
يا رجل قم من النوم، تجاوزت عشر ساعات نوم، كفاك.
ثم تحدثني نفسي الأخرى وتقول:
ما الحياة إلا البحث عن المتع؟ وهل هناك الآن أكثر متعة من النوم؟ فلِمَ تحرم نفسك منها واليوم عطلة؟
وهكذا مر اليومان الماضيان على النحو التالي:
أربعون ساعة نوم.
ساعتا أكل.
ست ساعات منوعة الأنشطة.
بداية أسبوع سعيدة.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
05/02/2017
1652