+ A
A -
الدوحة الوطن

صدرت حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مجموعة قصصية جديدة للكاتب والشاعر الأردني حسين جلعاد بعنوان «عيون الغرقى».

ومما جاء في تقديمها: منذ البداية، نعرف أن ثمة خسارة ما، من دون أن نعرف ما الذي فُقِد بالضبط، ونعرف أن هذه الحكايات ليست إلا جوقة من المراثي تترنح في أرض صغيرة من التجارب والذكريات، تلك التي كانت قريبة، ثم أصبحت نائية.

ومن الصفحة الأولى، يهدي الشاعر كتابه إلى مدينته، من دون أن يذكر اسمها، لنعرف من الوقائع التي يدور معظمها في إربد، حيث تابع جلعاد دراسته الجامعية، أنها المدينة موضع الإهداء. ولكن قد يسأل القارئ نفسه: لم يهد الكاتب كتابه إلى مدينة، وليس إلى إنسان؟ وكأن عدنان أيوب في قصة «نعناع المصاطب» يرد على هذا السؤال: «إربد التي أغوته يومًا بعشق المدائن فوجد نفسه فيما بعد متورطًا بضجيج الإسمنت والمدن الكبرى. وهو لم يدرك مدى تعلقه بإربد إلا حين غادرها، تلك التي يألفها الجميع بسرعة ـ أو يظنون ذلك ـ بيد أنها تستعصي على الإتيان بتلك المجانية والتسطيح. وحدهم من تشكلوا في الأزقة والشوارع يعرفون أي أمان هي جدرانها. وهم وحدهم من يعرفون أية ذاكرة لقطط الليل».

ثمة هاجس واضح بالمكان والزمان يظهر في التفاصيل كلها، بدءًا من عناوين القصص التي إما أن تشير إلى زمان (المساء والخريف)، أو إلى مكان (الإسفلت والبيت والبحر). فعناوين جلعاد محملة بالمعاني، سواء كانت في محاولته موسقة الماضي، أو ترتيبه في تتابع ما ووضع منطق رتميّ لتذكره، أو بالاستخدام القصدي للغة تعيدنا إلى عناوين الكتب الرومانسية القديمة، من دون أن ينسحب ذلك على متن القصص نفسها.

يذكر أن حسين جلعاد من مواليد 1970، شاعر وصحفي، ويعمل مديرًا للتحرير في موقع الجزيرة نت، وهو عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين. شغل عضوية هيئتها الإدارية (2004 ـ 2005)، وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب.

اختير جلعاد عام 2006 سفيرًا للشعر الأردني لدى حركة شعراء العالم، وهي منظمة أدبية مقرها في تشيلي، وتضم في عضويتها آلاف الشعراء. واختارته مؤسسة «هاي فِسْتِيفَل»/‏Hay Festival، بالتعاون مع اليونسكو، ووزارة الثقافة اللبنانية، ضمن أفضل 39 كاتبًا شابًّا في العالم العربي والمهجر (جائزة بيروت 39)، بمناسبة اختيار بيروت عاصمة عالمية للكتاب عام 2009.

copy short url   نسخ
24/01/2023
40