+ A
A -
عيد الأم، يقترب.. وليس هنالك ماهو أجمل من الدعاء، أقدمه في طبق من خشوع، إلى أمي!

هي الآن في البرزخ،

في القلب لوعة فراق، وفي العينين نهنهة بكاء، والكفان في تبتل ورجاء: «ياربي.. يا من رحمتك التي وسعت كل شيء، ارحم أمي، وكل الأمهات، أولئك الآتي يُجمّلن حياتنا الآن، واللاتي تجمّلت بهن الحياة، ذات تاريخ.

لن أتحدث عن أمي، بأكثر مما أنها كانت أما، مثل كل الأمهات، وكل أم هي بالضرورة، كنوز من العطايا.. ومن «هاك.. ثم هاك».. وما أقل منا نحن» خذي ياأمي»!

كتبتُ، ذات مرات: «حين تموتُ الأم، تموتُ بعض الرحمة» فيا أيها الذين لا تزال أمهاتهم، تتنفّسُ، في هذه الدنيا، لا تذهلكم الدنيا عن هذه الرحمة، عبّوا منها عبّا، فالمقامً قليلُ، وتنبّهوا: ما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

عيد الأم يقتربُ، فيا وحشة فمي، ذلك الذي لن يستطيع، أن يطبع قبلة على جبين أمي، ويا.. يا لوحشة أنفي، ذلك الذي يحنُ حنينا أسطوريا، إلى عطر أنفاسها الطالعة والنازلة.

شريكة همي وفقري صحوتي ومنامي، أمُ.. فيا لحظ عيالي، وهُم في عيد الأم، يطبعون القبلات على جبينها- أماني- ويسلمون على رأسها.. يتشمّمون أنفاسها، والكلمات تخرجُ راقصة: كل سنة وأنت طيبة يأمي.. وياااا أمي، ربنا يخليك.. يعطيك طولة العمر!

البوسات على جبين الأم.. على رأسها، أجمل هدية للام- أي أم- في يوم عيدها.. وكل الأيام أعياد للأم، يا شباب.

طعم القبلات، لا يضيع..

لا يزال في فمي طعم قبلاتي، على رأس أمي.

القبلة، تعبير رائع، عن الحب. في القبلة، نوع من الامتنان. في القبلة عطايا، تفرح قلب الأم- أي أم- بأكثر مما تفرحها أي من الهدايا.

ايها الناس: اهدوا أمهاتكم في يوم عيدهن.. في كل أيامهن، قُبلا..

افرحوا قلوبهن، تلك التي تخفق بمحبتكم.. أيها الناس: ليس أجمل من مبادلة الحب بالحب!

بقلم : هاشم كرار

copy short url   نسخ
08/05/2016
1093